حذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” من أن الأزمة في السودان تتفاقم، حيث أن القتال المستمر والنزوح المستمر وحالات الطوارئ الصحية المتزايدة تستمر في تأجيج الاحتياجات الإنسانية.
وفي ولاية شمال دارفور، يستمر القصف المدفعي على الأحياء السكنية في الفاشر ومخيم أبو شوك للنازحين. وتفيد مصادر محلية بسقوط ضحايا مدنيين يوميًا، وشهدت الأيام الأخيرة تكثيفًا للقصف الليلي.
وأفاد شركاء العمل الإنساني الميدانيون بأن الوصول إلى التعليم لا يزال محدودًا للغاية في شمال دارفور.
ومنذ بدء النزاع في أبريل/نيسان 2023، حُرم حوالي 250 ألف طفل من التعليم. وحتى الشهر الماضي، لم يصل الشركاء في الولاية إلا إلى 14% من الأطفال المستهدفين بالدعم التعليمي، وذلك بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول ونقص التمويل الحاد. وفي جميع أنحاء السودان، حُرم ملايين الأطفال من التعليم الرسمي.
وفي ولاية جنوب كردفان، أفادت المنظمة الدولية للهجرة الأسبوع الماضي أن حوالي 2800 شخص، معظمهم من النساء والأطفال، فروا من تجدد القتال في بلدة الدبيبات. وهم الآن متفرقون في محلية القوز بجنوب كردفان، بالإضافة إلى محليتي أبو زبد والسلام في غرب كردفان المجاورة، مع محدودية الوصول إلى الخدمات الأساسية والحماية.
كما تدهور الوضع في عاصمة الولاية، كادوقلي، بشكل خطير للغاية في الأسابيع الأخيرة، مع قصف مكثف وانقطاع كبير في وصول المساعدات الإنسانية.
وفي ولاية الشمالية، أفادت السلطات أن نحو 6 آلاف شخص فروا من ولايات شمال دارفور والخرطوم وغرب كردفان بسبب انعدام الأمن وصلوا إلى محلية الدبة في الفترة من 12 إلى 22 مايو.
وفي غضون ذلك، يتفاقم تفشي الكوليرا في ولاية الخرطوم بمعدلات مثيرة للقلق. وأفاد شركاء العمل الإنساني في الولاية بزيادة بنسبة 80% في الحالات المشتبه بها خلال الأسبوعين الماضيين، ليصل إجمالي الحالات إلى أكثر من 8500 حالة. وقد دعمت منظمة الصحة العالمية إيصال الإمدادات الطبية إلى بعض مستشفيات الخرطوم، ولكن لا يزال هناك حاجة إلى مزيد من الجهود لاحتواء تفشي المرض.
وفي ولاية النيل الأزرق، عاد نحو 8,500 لاجئ سوداني من جنوب السودان منذ أواخر أبريل، وفقًا للسلطات. ويعيشون الآن في العاصمة الدمازين، ويعانون من احتياجات إنسانية ماسّة.
وأظهر تقييم حديث مشترك بين الوكالات أجرته الأمم المتحدة وشركاؤها ارتفاع معدلات الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي الحادة والملاريا والأمراض الجلدية بين هؤلاء العائدين. ويؤدي نقص الناموسيات والمأوى المناسب ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية إلى زيادة خطر تفشي الأمراض بشكل كبير.
مع اقتراب موسم الأمطار، الذي يمتد عادةً من يونيو/حزيران إلى سبتمبر/أيلول، تُسارع الأمم المتحدة وشركاؤها إلى توفير المساعدات. وقد أنشأت مرافق تخزين بسعة إجمالية تبلغ 30 ألف طن متري في أج الجنينة ونيالا وطويلة بدارفور لدعم العمليات في منطقتي كردفان ودارفور. وستُقدّم المساعدات لولايتي غرب ووسط دارفور عبر عمليات عبر الحدود من تشاد.
ودعت أوتشا مرة أخرى إلى زيادة التمويل المرن وفي الوقت المناسب لتوسيع نطاق الاستجابة الإنسانية – فضلاً عن الوصول دون عوائق عبر جميع الطرق الضرورية حتى يتمكن عمال الإغاثة من الوصول إلى الأشخاص المحتاجين أينما كانوا.