وجهت قوى سياسية وحركات مسلحة حليفة للجيش السوداني، انتقادات للجنة الأفريقية رفيعة المستوى المعنية بالسودان، بعد تجاهلها توجيه دعوة لها لحضور المشاورات التي عقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.
وعقدت على مدى أيام مشاورات ضمت قوى مدنية في سياق جهود إقليمية لخلق أرضية تقود إلى إنهاء الحرب في السودان.
وتزامنت المشاورات مع استقطاب شديد بين معسكري الحرب أي الجيش السوداني وغريمته قوات الدعم السريع، حيث يسعى الطرفان لإضفاء شرعية سياسية، وسط حالة من التشظي تعيشها القوى المدنية.
وقال بيان مشترك ضم نحو 18 حزبا سياسيا وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني حليفة للجيش السوداني، إن “عدم توجيه الدعوة إلى عدد من القوى الرئيسية في الساحة السياسية، يمثل إغفالا مؤسفا يحدّ من فرص نجاح هذه المبادرة ويثير تساؤلات حول مدى التزام الاتحاد الأفريقي بمبادئ الحياد والشمولية في معالجة الأزمة السودانية”.
وأعلن البيان رفض مشاركة المجموعة التي شاركت في مؤتمر نيروبي، الذي قال إنه يهدف إلى تمزيق السودان ويدعم ما أسماه بميليشيا الدعم السريع، التي ارتكبت أبشع الجرائم بحق الشعب في أي عملية سياسية.
ودعا الموقعون على البيان إلى ضرورة ضمان تمثيل عادل ومتوازن يشمل كافة القوى السياسية والمجتمعية الفاعلة، بما يتيح عملية حوار أكثر شمولية وفعالية، وطالبوا بتصحيح مسار المشاورات الحالية لضمان عدم انتقائية المشاركة، بما يعزز الثقة في أي حلول تُطرح لمعالجة الأزمة.
مراقبون يدعون الجيش وحلفائه بضرورة وقف الحرب والبحث عن صيغة لتحقيق السلام يكون فيها المكون المدني فاعلا رئيسيا
وشددوا على مراجعة آليات التنسيق والاستشارة داخل الاتحاد الأفريقي لضمان بيئة حوار تعكس الواقع السوداني بعيدا عن الإقصاء أو الانحياز لأي طرف.
واعتبروا أن مخرجات المشاورات لا تعبّر عن رؤيتهم ولا تلزم القوى الوطنية السياسية والمجتمعية بها، مؤكدين أهمية أن يكون أي حل سياسي نابعا من عملية سودانية شاملة، تحفظ وحدة البلاد وتراعي مصالح جميع أبنائها.
وكان الاتحاد الأفريقي رفض مؤخرا رفع تجميد السودان، في تأكيد على عدم اعتراف المنظمة الإقليمية بشرعية السلطة القائمة في بورتسودان، والتمسك بخيار انتقال ديمقراطي مدني للسلطة.
ويرى مراقبون أن الدعوة التي وجهها الاتحاد الأفريقي ركزت على القوى المدنية، وهذا ما أثار غضب القوى المتحالفة مع الجيش.
ويشير المراقبون إلى أن اعتقاد معسكر الجيش أن الوضع سيتغير لصالحه بمجرد إحراز تقدم ميداني وأن القوى الإقليمية وحتى الدولية ستسارع لابداء موقف داعم له أمام قوات الدعم السريع أثبت أنه غير صحيح.
ويلفت المراقبون إلى أن على الجيش وحلفائه الاقتناع بضرورة وقف الحرب والبحث عن صيغة لتحقيق السلام يكون فيها المكون المدني فاعلا رئيسيا، وخلاف ذلك فإن الوضع لن يستقيم وقد يفضي إلى المزيد من تفتيت السودان.
وأكدت اللجنة رفيعة المستوى التابعة للاتحاد الأفريقي ومبعوث “إيقاد”، في ختام جولة التشاور الثالثة، أن الأطراف المشاركة تؤيد العملية التي يقودها الاتحاد كإطار لتحقيق تسوية سياسية ذات مصداقية ودائمة.
وبحسب بيان صادر عن اللجنة الأحد، فقد أكدت المشاورات على الحاجة الملحة إلى معالجة الشواغل الإنسانية وتأمين وقف فوري لإطلاق النار مع وضع الأساس في الوقت نفسه للتوصل إلى حل سياسي طويل الأجل.
وحث فريق الاتحاد الأفريقي رفيع المستوى بالسودان والمبعوث الخاص لإيقاد، جميع أصحاب المصلحة على العمل معا بحسن نية لسد الانقسامات الحالية واتخاذ خطوات حاسمة نحو السلام.
وأكد الفريق مرة أخرى أنه لا يوجد حل عسكري للأزمة. وشدد على عزمه والتزامه الثابتين بدعم عملية مملوكة للسودانيين لتعكس تطلعات الشعب السوداني ورفاهه، وتعيد البلاد إلى النظام الدستوري بقيادة المدنيين.
العرب