آخر الأخبار

دول جوار وأطراف إقليمية.. طالتها اتهامات بالتدخل في الحرب السودانية

شارك الخبر
مصدر الصورة

منذ اليوم الأول لاندلاع الحرب السودانية، منتصف أبريل/ نيسان الماضي، توالت اتهامات الأطراف السودانية لجهات خارجية ودول بتأجيج الصراع في البلاد وتقديم الدعم المالي والعسكري للمتقاتلين في الحرب التي أودت بحياة عشرات الآلاف من السودانيين، وألحقت دماراً واسعاً بالبنية التحتية للبلاد، كما شردت أكثر من عشرة ملايين شخص فيما عرف بأكبر أزمة نزوح معاصرة في العالم.

في خطابه الذي بثته منصات قوات الدعم السريع، مساء الأربعاء، جدد حميدتي اتهاماته للحكومة المصرية بالتدخل في الحرب السودانية بالإضافة إلى إيران وأذربيجان وأوكرانيا قبل أن يستبدل الجيش الأخيرة بروسيا على حد قوله.

ووجه أصابع الاتهام إلى واشنطن والاتحاد الأوروبي وأطراف أخرى، متسائلاً لماذا تريدون تدمير السودان؟!

وقال إن القاهرة أرسلت 8 طائرات كي اف صينية بماكينات أمريكية للجيش السوداني، مضيفاً: “أثناء الاتفاق كانت ترسل القنابل بشكل غير مباشر الآن ترسلها بشكل مباشر عبر طريق دنقلا شمال السودان”.

وتابع: “القنابل أمريكية وزن 250 كلغ والأمريكان لو كانوا غير موافقين لم يكونوا ليسمحوا بوصول هذه القنابل إلى السودان”، مشيراً إلى إخطاره مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية “مولي في” بالخصوص.

وفي تعليقها على اتهامات “حميدتي”، قالت وزارة الخارجية المصرية إن هذه المزاعم تأتي في وقت تبذل القاهرة جهوداً حثيثة لوقف الحرب وحماية المدنيين وتعزيز الاستجابة الدولية لخطط الإغاثة الإنسانية للمتضررين من الحرب الجارية بالسودان.

واتهم زعيم قوات الدعم السريع الطيران العسكري المصري، بقصف قواته في منطقة جبل موية بولاية سنار، التي استعادها الجيش، السبت الماضي، وكذلك في منطقة كرري بداية الحرب.

بالمقابل، نفت الخارجية المصرية اتهامات “حميدتي” بشأن اشتراك الطيران المصري في المعارك الدائرة في السودان، داعية المجتمع الدولي للوقوف على الأدلة التي تثبت حقيقة ما ذكره قائد الدعم السريع.

وأكدت مصر حرصها على أمن واستقرار ووحدة السودان أرضاً وشعباً، مشددة على أنها لن تألو جهداً لتوفير كل سبل الدعم للسودان لمواجهة الأضرار الجسيمة الناتجة عن “الحرب الغاشمة”.

وليست القاهرة وحدها من طالتها اتهامات “حميدتي” الذي قال: “هناك ست أو سبع دول داعمة بشكل مباشر أو غير مباشر”.

الاتهامات تلاحق الإمارات..

في الأثناء، توالت اتهامات الجيش السوداني دولة الإمارات بتقديم الدعم المالي والعسكري لقوات الدعم السريع بالتعاون مع عدد من دول الجوار، بينهم تشاد. وفي أبريل/ نيسان الماضي، قدمت الحكومة السودانية شكوى رسمية في مجلس الأمن الدولي في مواجهة دولة الإمارات، متهمة إياها بالعدوان والتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد.

وطالبت مجلس الأمن الدولي باتخاذ الإجراءات الكفيلة بانصياع دولة الإمارات إلى القانون الدولي ومواثيق الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية من أجل “كف عدوانها” عن السودان وشعبه.

وتتهم الحكومة السودانية دولة الإمارات بالعدوان على سيادة البلاد ودعم قوات الدعم السريع في الحرب المندلعة في البلاد منذ منتصف أبريل/ نيسان من العام قبل الماضي.

وقالت: “إن أبو ظبي تحاول استخدام الدعاية الإعلامية وإنها تبث تقارير عبر منصاتها للتغطية على المعلومات المفصلة والأدلة الدامغة على الدور الرئيسي لدولة الإمارات العربية في الحرب المفروضة على السودان”.

وحذرت من أن استهداف الدولة السودانية، ووحدتها عبر ما اعتبرته “عدواناً من دولة الإمارات” يعني إشاعة الفوضى والاضطراب وتمدد الإرهاب الدولي، محملة إياها مسؤولية تداعيات دعم قوات الدعم السريع.

وتتهم الحكومة السودانية الإمارات باستخدام عشرات الآلاف من المرتزقة من عدة دول لإمداد قوات الدعم السريع، مضيفة “أنها ترعى ميليشيات إرهابية تستوفي كل مقتضيات ذلك التصنيف”.

وتشمل هذه الرعاية حسب وزارة الخارجية السودانية: “التمويل والتسليح وجلب المرتزقة وتوفير خدمات الدعاية الحربية، بالإضافة إلى شراء الولاء السياسي”.

وأشارت إلى أن تقرير خبراء الأمم المتحدة حول قرار مجلس الأمن 1519، التي قالت الحكومة السودانية إنها اطلعت عليه، وإنه فصل كل أشكال الدعم التي تقدمها الإمارات لقوات الدعم السريع.

وقالت: “إن ممارسات الميليشيات التي ترعاها أبوظبي- في إشارة لقوات الدعم السريع- أسوأ من الذي عرف عن تنظيمات داعش وبوكو حرام وجيش الرب”، متهمة إياها باختطاف واسترقاق النساء والفتيات لتزويجهن قسراً أو استعبادهن جنسياً فضلاً عن العمالة المنزلية”.

واتهمتها كذلك بتجنيد الأطفال والقاصرين قسراً، مشيرة إلى تسليم الحكومة السودانية في سبتمبر/ أيلول الماضي اللجنة الدولية للصليب الأحمر ثلاثين من الأطفال الذين أسروا وهم يقاتلون إلى جانب القوات الدعم السريع.

والأسبوع الماضي، اتهمت الإمارات الجيش السوداني بقصف منزل سفيرها في الخرطوم، بينما سارعت الخارجية السودانية إلى نفي الحادثة ونشر صورة لمقر السفير، مشيرة إلى أنه لم يتعرض للقصف.

وقالت إن جميع الدبلوماسيين انتقلوا بطبيعة الحال إلى العاصمة الإدارية بورتسودان بعد اندلاع الحرب، مشيرة إلى أن المبنى مملوك لرجل سوداني قامت بتصفيته قوات الدعم السريع خلال اجتياحها للمنطقة.

إيران

في يونيو/ حزيران الماضي، حذر المبعوث الأمريكي للسودان، توم بيريلو، من أن الوصول إلى اتفاق سلام بين الأطراف السودانية سيصبح أكثر صعوبة، حال لم يتم الدفع نحو تسوية سريعة.

وتابع محذراً: “إذا لم نتوصل إلى اتفاق سلام خلال الأسابيع القليلة المقبلة سنرى المزيد من التدخل من جهات خارجية تجعل التوصل لاتفاق السلام أمراً أكثر صعوبة، مشيراً إلى “دول لا تهمها مصلحة السودان في شيء”.

ودعا قادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع للتفكير في مصلحة الشعب السوداني، مضيفاً “أنهم يسمعون الكثير من بعض الأطراف الإقليمية التي ترغب في التلاعب بالسودانيين لأسبابها الخاصة”.

وقال: “إن جهات فاعلة مثل إيران يسعدها أن ترى السودان دولة فاشلة، يريدون الكيد لأطراف إقليمية أخرى ولا يهتمون لمصالح الشعب السوداني”.
وفي خطابه، الأربعاء، اتهم “حميدتي” إيران بدعم الجيش السوداني بمسيرات من نوع ” المهاجر”، الأمر الذي لم تعلق عليه طهران حتى الآن.

وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، قالت سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة ليندا غرينفيلد في تصريحات صحافية: ” لدينا مناقشات مع عدة بلدان في المنطقة شجعناهم خلالها على الضغط على إيران لئلا تنخرط في الصراع السوداني”.

وبعد قطيعة دبلوماسية دامت ثماني سنوات، عادت العلاقات الدبلوماسية السودانية الإيرانية في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أعلنت الحكومة السودانية استئناف العلاقات الدبلوماسية مع إيران بعد اتصالات رفيعة المستوى بين البلدين.

روسيا وأوكرانيا..

وفي خطابه تحدث “حميدتي” عن أدوار أطراف روسية وأوكرانية في الحرب السودانية، قائلاً: “من بداية الحرب استعان الجيش بمقاتلين من اوكرانيا بفرية أن الروس يقاتلون مع الدعم السريع وهذه فرية وكذب والدليل أن الجيش رجع لاحقاً لروسيا واستبدلوا الأوكرانيين”.

وتعمل شركات روسية في مجال التعدين في السودان، بينما تسعى حكومة موسكو للحصول على قاعدة عسكرية على الشواطئ السودانية المطلة على البحر الأحمر، حيث بدأت مباحثات مع حكومة الرئيس السابق عمر البشير في العام 2020 وشرعت في اتفاقات بالخصوص إلى أنها تعطلت خلال الفترة الانتقالية ثم عاد التداول بالخصوص بعد الانقلاب العسكري في أكتوبر/ تشرين الأول 2021.

أمريكا والاتحاد الأوروبي..

وفي رسالة قال إنها للمجتمع الدولي على رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، قال زعيم قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”: “أخبرناكم أن الإطاري سيجلب المشاكل للبلاد، إذا كنتم تريدون الإسلاميين، لماذا أحرقتم البلاد بالاتفاق الإطاري. لقد فعلتم ذلك لتدمروا السودان، أليس كذلك؟ أنا أحملكم المسؤولية كاملة”. كما تحدث عن قنابل أمريكية تنقلها مصر إلى السودان، مشدداَ على أن القاهرة لم تكن لتنقل تلك القنابل لولا مباركة واشنطن.
وتقود واشنطن والرياض مبادرة للتسوية بين الأطراف السودانية منذ الأسابيع الأولى لاندلاع الحرب السودانية فيما عرف بمنبر جدة التفاوضي لاحقاً انتقلت المباحثات إلى جنيف لكن دون نتائج تذكر.

كتائب البراء بن مالك الموالية للجيش والمحسوبة على الإسلاميين دربوها في الخارج في عدة دول على حرب المدن والقنص وغيرها واستعان بمرتزقة من الخارج والحركة الإسلامية.

تشاد وإفريقيا الوسطى..

وطالت اتهامات الجيش كذلك تشاد وإفريقيا الوسطى متهمة إياها بالمشاركة الفعالة في تنفيذ مخطط العدوان على السودان عبر التغاضي عن عمليات تجنيد المقاتلين الشباب في أراضيها لتعزيز المجهود الحربي للدعم السريع والسماح للمرتزقة بالمرور عبر أراضيها.

وقال مساعد القائد العام للجيش السوداني ياسر العطا إن الإمارات كانت تقوم بإرسال طائرات الدعم إلى قوات الدعم السريع عبر مطار في مدينة عنتيبي اليوغندية وبعدها إلى إفريقيا الوسطى إبان سيطرة فاغنر على “بانجي”، مضيفاً أنها تستخدم مطار “أم جرس” التشادي والعاصمة انجمينا، لذات الأغراض.

في الأثناء، قال “حميدتي” إن مقاتلين من جبهة التغراي الأثيوبية والجبهة القومية لتحرير إريتريا يشاركون في صفوف الجيش في المعارك ضد الدعم السريع.

القدس العربي

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا