آخر الأخبار

البرهان: السلام بلا شروط... تحول حقيقي أم مناورة سياسية؟

شارك الخبر

 

تقرير: رشا حسن

بعد مشاركته في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عقد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مؤتمرًا صحفيًا في نيويورك، أكد فيه استعداد الحكومة السودانية للانخراط في أي مبادرة حقيقية تهدف إلى تحقيق السلام وإنهاء الحرب، وفقًا لما تم الاتفاق عليه مسبقًا. وأشار إلى أهمية هذه المبادرات في إعادة المواطنين إلى منازلهم، وتمكين فرق الإغاثة من أداء دورها بفاعلية.

في ضوء حديث البرهان عن استعداده للانخراط في مبادرات وقف الحرب دون شروط أو إملاءات، هل تعتبر هذه التصريحات تحوّلًا جادًا في الموقف أم أنها جزء من المناورات السياسية المعتادة؟

“مناورة مكشوفة”
يقول المحلل السياسي عزام عبد الله إبراهيم إن حديث البرهان عن استعداده للانخراط في مبادرات وقف الحرب دون شروط أو إملاءات هو حديث تكذبه الوقائع والأفعال. ودلّل على ذلك بانسحاب الجيش من جميع الجولات التفاوضية التي شارك فيها، وامتناعه عن الحضور إلى آخر جولة تفاوضية في جنيف.

وأشار عبد الله في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن البرهان في خطابه تحدث عن سقوف تفاوضية عالية لا تدعمها الوقائع على الأرض، مثل انسحاب قوات الدعم السريع من المناطق التي سيطرت عليها، وتجميعها في نقاط متفق عليها مع نزع سلاحها. كما أشار إلى حديث البرهان عن فترة انتقالية قصيرة تليها انتخابات، وهو اقتراح رُفض من قبل القوى السياسية في عام 2019.

وأضاف المحلل السياسي أن حديث البرهان عن مواصلة العمليات لدحر التمرد مهما تلقى من دعم أو غطاء سياسي يدل على عدم الرغبة في الوصول إلى تسوية حقيقية. ويرى أن حديث البرهان عبارة عن مناورة سياسية مكشوفة، وأنه لا توجد رغبة حقيقية أو توجه داخل قيادة الجيش لإنهاء الحرب.

“موقف حقيقي”
أما الخبير الأمني والاستراتيجي د. أمين إسماعيل مجذوب، فيقول إن الحديث عن مبادرات السلام من جانب الحكومة السودانية والقوات المسلحة ينطلق من موقف واحد، وهو البناء على إعلان منبر جدة بالمملكة العربية السعودية في الحادي عشر من مايو العام الماضي.

ويرى مجذوب في حديثه لـ”الراكوبة” أن التزام وتكرار هذا الحديث على لسان أكثر من مسؤول يؤكد أنه موقف حقيقي ومتزن من الحكومة السودانية. بالتالي، يجب أن يفهم العالم أنه لا توجد جولة مفاوضات جديدة دون أن تُبنى على إعلان جدة، باعتباره وصف الأزمة السودانية وصفًا دقيقًا، وهناك التزامات وقع عليها الدعم السريع ويجب عليه تنفيذها.

وأوضح الخبير الأمني والاستراتيجي أنه في حال الالتزام بهذا الإعلان، ستنتهي حرب السودان. ولكن أن يتم التحرك نحو موقف جديد وجولة تفاوض جديدة مبنية على وضع ميداني جديد، فهذا الأمر لن يحدث. واعتبر إفادات البرهان من منبر الأمم المتحدة أمام العالم موقفًا محددًا وجادًا، وأضاف أن على الجميع أن يدرك أن أي مفاوضات يجب أن يكون أول بند فيها هو إكمال وتنفيذ إعلان جدة.

“خطاب أيجابي”
ويرى رئيس دائرة الإعلام بحزب الأمة القومي والقيادي بتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدّم”، مصباح أحمد محمد، أن خطاب الفريق البرهان في الجمعية العامة للأمم المتحدة تضمن بعض النقاط الإيجابية، خاصة فيما يتعلق بقبوله للمبادرات المطروحة واستعداده للتفاوض وتسليم السلطة إلى سلطة مدنية متوافق عليها.

وأشار أحمد في حديثه لـ”الراكوبة” إلى أن البرهان قد ألقى خطابات مشابهة من قبل، وتأسف على أن البرهان يفعل عكس ما يقول تمامًا. وتمنى أن يكون هذه المرة صادقًا فيما يقول، لأن البلاد تسير نحو الانهيار والتقسيم، ولم يعد المواطن قادرًا على تحمل تكاليف هذه الحرب اللعينة، مما يتطلب من الجميع التحلي بالمسؤولية والنظر إلى مصلحة الوطن والشعب.

وأضاف أنه في حال مضي البرهان باتجاه إنهاء هذه الحرب عبر الحل السلمي والتفاوضي، فسيجد الدعم والسند من جميع القوى السياسية والشعب السوداني، لأن هذا هو الموقف الصحيح الذي يحافظ على وحدة البلاد وينهي معاناة الشعب السوداني.

الراكوبة المصدر: الراكوبة
شارك الخبر

إقرأ أيضا