في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال الأمين العام لدار الفتوى في أستراليا، سليم علوان، إن مواجهة ظاهرة التطرف لا تكون إلا عبر ترسيخ خطاب الاعتدال الديني، وأن هذه المسؤولية تقع على عاتق المؤسسات الدينية والمرجعيات الإسلامية المعتدلة في العالمين الإسلامي والغربي.
وفي تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، شدد علوان على أن الفكر المتطرف "ليس من ديننا، ولا من كتاب الله، ولا من سنة رسول الله، ولا من التراث الإسلامي الصحيح"، معتبرا أن وراء هذا التطرف "أهدافا ودوافع خارج الإطار الديني الحقيقي".
وأضاف علوان أن الدور التربوي والديني المعتدل "يجب أن يكون حاضرا بشكل متواصل، خصوصا في مخاطبة الشباب"، مشيرا إلى أهمية "عدم الاكتفاء بالقول إن الجاليات الإسلامية ترفض التطرف، بل العمل العملي على محاصرته فكريا، رغم وجود حالات فردية عاشت في عزلة وانتهى بها الأمر إلى الالتحاق بتنظيم داعش".
وتأتي هذه التصريحات في وقت كشفت فيه الشرطة الأسترالية، الثلاثاء، عن ما وصفته بـ"دلائل أولية" تشير إلى أن الهجوم الدامي الذي وقع في سيدني كان مستوحى من تنظيم "داعش"، موضحة أن سيارة منفذي الهجوم كانت تحمل علمين للتنظيم الإرهابي.
وتناغمت هذه المعطيات مع تصريحات رئيس الوزراء الأسترالي، أنتوني ألبانيزي، الذي قال إن الهجوم الذي استهدف حشدا كان يحتفل بعيد "حانوكا" اليهودي على شاطئ بوندي في سيدني، يبدو أنه "مدفوع بأفكار تنظيم داعش".
وقتل ساجد أكرم وابنه نافيد 15 شخصا في عملية إطلاق نار جماعي استمرت نحو عشر دقائق، قبل أن ترد الشرطة بإطلاق النار، ما أدى إلى مقتل ساجد، فيما أصيب ابنه نافيد، البالغ من العمر 24 عاما، ونُقل إلى المستشفى حيث يرقد في حالة حرجة.
ووصفت السلطات الأسترالية الهجوم بأنه عمل إرهابي معادٍ للسامية، دون تقديم تفاصيل كاملة حتى الآن حول الدوافع العميقة للاعتداء، فيما أشار ألبانيزي إلى أن نافيد كان قد لفت انتباه وكالة الاستخبارات الأسترالية عام 2019 بسبب صلاته ببعض الأشخاص، لكنه لم يُعتبر آنذاك تهديدا وشيكا.
في غضون ذلك، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو السلطات الأسترالية إلى تكثيف جهودها لمحاربة معاداة السامية، على خلفية الهجوم.
وعلى صعيد متصل، كسر أحمد الأحمد، وهو سوري أصيب بجروح خطيرة بعد محاولته التصدي لأحد المسلحين خلال الهجوم، صمته من سريره في المستشفى، داعيا عائلته ومحبيه إلى الدعاء له، مع تدهور حالته الصحية.
وتلقى الأحمد، وهو أب لطفلتين ويبلغ من العمر 43 عاما، إشادة واسعة في أستراليا وخارجها، بعد تداول لقطات مصورة أظهرته وهو يشتبك مع أحد منفذي الهجوم وينتزع منه سلاحه الناري، في محاولة جريئة لإنقاذ حياة المدنيين خلال الهجوم الدامي على شاطئ بوندي.
وفي أول حديث له منذ إصابته، قال الأحمد لشبكة "تي آر تي وورلد": "مررت بمرحلة صعبة جدا، لا يعلمها إلا الله"، مضيفا: "أسأل أمي أن تدعو لي. ادعي لي يا أمي. إن شاء الله إصابة بسيطة. ادعوا لي أن يهوّن الله علينا، ويخرجنا من هذه الشدة".
إصابات أخطر مما أُعلن
كشف محامي الهجرة السابق للأحمد، سام عيسى، الذي زاره الإثنين، أن إصاباته أخطر مما تم الإعلان عنه في البداية.
وصرّح عيسى لصحيفة "ذا أستراليان"، بأن الأحمد أصيب بخمس طلقات نارية، ويخضع لسلسلة من العمليات الجراحية.
وأوضح أن الأحمد فقد الإحساس في ذراعه، مرجحا أن تكون إحدى الرصاصات قد أصابت عصبا، كما أشار إلى أن الأطباء لم يتمكنوا حتى الآن من إزالة رصاصة مستقرة في الجزء الخلفي من كتفه.
وتابع عيسى، مشيدا بشجاعة الأحمد رغم الألم الشديد: "قال إنه سيفعلها مرة أخرى… لكن الألم بدأ يؤثر عليه. إنه ليس بخير على الإطلاق. بطلنا يكافح في الوقت الراهن".
وكان الأحمد قد تدخل مباشرة للتصدي للمهاجمين، حيث تمكن من الإمساك بأحد منفذي الهجوم، ساجد أكرم، من الخلف وانتزع منه بندقيته. وبعد عراك عنيف، سقط المسلح أرضا، فيما وجه الأحمد السلاح نحوه دون أن يطلق النار.
وبحسب أحد أقربائه، كان الأحمد يتوقع الموت قبل المواجهة، وطلب إبلاغ عائلته بأنه "ذهب لإنقاذ حياة الناس".
وأكد ابن عمه الآخر، مصطفى، أن الأحمد عزَا شجاعته إلى قوة إيمانية، قائلا إنه قال له: "عندما رأيت هذا المشهد، الناس يموتون بطلقات نارية، لم أستطع تحمل ذلك. الله منحني القوة".
المصدر:
سكاي نيوز