أفرج القضاء التونسي، الجمعة 21 من نوفمبر/تشرين الثاني، عن خمسة من قيادات حركة النهضة كانوا موقوفين على ذمة عدة قضايا لأكثر من عام، في خطوة تأمل المعارضة أن تكون بداية للإفراج عن المزيد ممن تصفهم بـ "المعارضين السياسيين" للرئيس التونسي، قيس سعيّد.
وشملت قائمة المفرج عنهم عضو المكتب التنفيذي لحركة النهضة، محمد القلوي، والكاتب العام الجهوي للحركة بولاية بن عروس، محمد علي بوخاتم، والقيادي توفيق بن عمار، وابنه شعيب بن عمار، بالإضافة إلى لطفي كمون.
وكان القلوي قد دخل في إضراب عن الطعام منذ 31 يوليو/تموز 2025، للمطالبة بإغلاق ملف اتهامه، الذي وصفه بأنه "لا أساس له من الصحة".
وعلى الرغم من ترحيبها بقرار الإفراج عن قيادي حركة النهضة، تطالب المعارضة بالإفراج عن عشرات الموقوفين الآخرين من رموز المعارضة في تونس، من أبرزهم رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس نواب الشعب التونسي السابق، راشد الغنوشي، والحقوقي والقيادي البارز في "جبهة الخلاص الوطني" المعارضة، جوهر بن مبارك.
وبدأ جوهر بن مبارك، محكوم عليه بالسجن 18 عاما، إضرابا عن الطعام في 29 أكتوبر/تشرين الأول، احتجاجا على ما سماه "احتجازه التعسفي وسوء معاملته".
ويتهم الرئيس قيس سعيد، بعض الموقوفين بـ "التآمر على أمن الدولة والوقوف وراء أزمات توزيع السلع وارتفاع الأسعار"، وهي اتهامات تنفي المعارضة صحتها.
وشهدت العاصمة التونسية، السبت 22 من نوفمبر/تشرين الأول، مسيرة احتجاجية انطلقت من "ساحة حقوق الإنسان" وسط العاصمة، تحت شعار "مسيرة ضد الظلم"، شارك فيها مئات التونسيين.
وارتدى العديد من المتظاهرين ملابس سوداء، تعبيرا منهم عن الحزن على ما سموه تحول تونس إلى "سجن كبير مفتوح".
ورفع المحتجون لافتات كُتب عليها "نعم للحريات.. لا للتضييقات" و"فلقطنا (اختنقنا)"، و"يا شعب يا مقموع.. زاد الفقر زاد الجوع". و"يكفي من الاستبداد".
وضمت المسيرة الاحتجاجية رموزا معارضة من تيارات سياسية مختلفة، فضلا عن ناشطين سياسيين وحقوقيين وممثلين عن منظمات مجتمع مدني تونسية.
وتعهد المشاركون في المسيرة بالاستمرار في التظاهر والاحتجاجات حتى الإفراج عن كافة الموقوفين، والعمل على استعادة المسار الديمقراطي في البلاد.
وعرفت تونس خلال الأسابيع والشهور الماضية العديد من المسيرات والوقفات الاحتجاجية ضد سياسات الحكومة التونسية والرئيس قيس سعيّد.
وكانت محكمة تونسية قد أصدرت، في إبريل/نيسان 2025، أحكاما بالسجن تتراوح بين 4 و66 عاما على معارضين ورجال أعمال ومحامين، في محاكمة وُصفت من جانب المعارضة بـ "المحاكمة السياسية".
وكان من بين المتهمين الذين صدرت ضدهم أحكام في حينها، القيادي بحزب "حركة النهضة" نور الدين البحيري، والسياسي ورئيس الديوان الرئاسي الأسبق رضا بلحاج، وأمين عام "الحزب الجمهوري" عصام الشابي، والوزير الأسبق غازي الشوّاشي، إضافة لشخصيات بارزة تنطوي تحت مظلة "جبهة الخلاص الوطني" المعارضة.
ووُجهت إلى المتهمين تهمة "التآمر على أمن الدولة"، وهي اتهامات تنفيها المعارضة.
ووصف نائب مدير الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في منظمة هيومن رايتس ووتش، بسام خواجا، المحاكمة وأحكامها بـ "المسرحية الهزلية" وأنها "جزء من حملة قمع أوسع ضد أي شكل من أشكال النقد أو المعارضة"، داعيا السلطات التونسية إلى إنهاء ما سماها بـ "المهزلة القضائية".
وتُشدد المعارضة على أن الرئيس التونسي "يستخدم القضاء لأغراض سياسية". في المقابل يؤكد سعيّد أن "القضاء التونسي مستقل ويعمل بحرية كاملة".
ومنذ أن حل سعيُد مجلس نواب الشعب (البرلمان) المنتخب، في 25 يوليو/تموز 2021، وما تبعها من أحداث وتغير للدستور، تواجه تونس انتقادات متزايدة من طرف الجماعات الحقوقية، التي تتهم الرئيس بـ "التضييق على الحريات وقمع المعارضة".
في المقابل، يؤكد الرئيس التونسي أن بلاده مستهدفة وأنه "لا يوجد أي استهداف للمعارضة وحرية الرأي في البلاد".
وتعيش تونس أوضاعا اقتصادية غير مستقرة، في ظل ارتفاع نسب البطالة وزيادة الأسعار.
برأيكم،
نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 24 نوفمبر/تشرين الثاني.
خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar
يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا .
المصدر:
بي بي سي
مصدر الصورة