أردوغان: نأمل أن يسرع اعتراف العديد من الدول بدولة فلسطين في الجمعية العامة بتطبيق حل الدولتين#الجزيرة pic.twitter.com/jxgdMPI1IX
— الجزيرة فلسطين (@AJA_Palestine) September 21, 2025
رام الله- يتوقع أن تحصل فلسطين اليوم الأحد وغدا، وبالتزامن مع انعقاد الدورة رقم 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، على اعتراف 10 دول بينها دول كبرى كبريطانيا و فرنسا ، ليصل عدد الدول المعترفة بفلسطين إلى 159 من أصل 193 دولة.
وتشكل الاعترافات خطوة مهمة بالنسبة لفلسطين لما تحمله من دلالات سياسية وقانونية، الأمر الذي أثار متطرفي الحكومة الإسرائيلية وإطلاق تهديدات بألا تجد تلك الدول ما تعترف به، فضلا عن إجراءات عملية على الأرض من شأنها تعزيز الاستيطان وضم الضفة وتفكيكها وتحويلها إلى جزر متباعدة.
وقالت وزيرة الخارجية والمغتربين الفلسطينية فارسين شاهين -خلال مؤتمر صحفي بمقر الوزارة بمدينة رام الله، اليوم- إن الدول التي ستعترف بدولة فلسطين اليوم هي: بريطانيا، والبرتغال، وأستراليا، وكندا. في حين ستعترف دول أخرى لاحقا، هي: لوكسمبورغ، وسان مارينو، وبلجيكا، وأندورا، وفرنسا، ومالطا.
وبعد نحو شهرين من "مؤتمر حل الدولتين" برئاسة السعودية وفرنسا بمقر الأمم المتحدة وبغياب أميركي، تستضيف الأمم المتحدة غدا "مؤتمر حل الدولتين" على مستوى القمة.
على المستوى الرسمي، ترى فلسطين أن الاعترافات بالدولة ذات أهمية سياسية وقانونية، كما أنها تأتي منسجمة مع الجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
ويوضح السفير أحمد الديك المستشار السياسي لوزير الخارجية والمغتربين -في حديثه للجزيرة نت- أن فلسطين ترى في الاعترافات "شجاعة تنسجم مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، ومساندة للجهود المبذولة لإنهاء الاحتلال وتحقيق السلام، وإقرارا بالحقوق الفلسطينية وخاصة حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني".
وأضاف أن الاعتراف "استحقاق قانوني والتزام أخلاقي على الدول خاصة التي تقول إنها تتمسك بحل الدولتين، فضلا عن تأكيدها على أن السلام يبنى على القانون الدولي وليس بالدبابات والجرافات والقصف وجرائم الإبادة والتهجير والضم".
وأشار إلى أن فلسطين ستبني على هذه الاعترافات حتى تحصل على عضوية كاملة بالأمم المتحدة بدل "عضو مراقب" وتعمل على تعظيم الجهود السياسية والدبلوماسية والقانونية والدولية لتحقيق عدة أهداف بينها:
ووفق المسؤول الفلسطيني فإن خطوات سياسية وبروتوكولية تترتب على الاعترافات الدولية منها:
وتابع أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية -سواء بتحديد الأرض المعترف بها كما ستفعل فرنسا التي ستعترف بالدولة الفلسطينية على حدود عام 67، أو دون ذلك- هو تطبيق للعمل على حل الدولتين.
وطالب الديك الولايات المتحدة أن تنضم للدول المعترفة بفلسطين والمجتمع الدولي ، بأن تتخذ مزيدا من الإجراءات بهدف إجبار الحكومة الإسرائيلية على الانصياع لإرادة السلام الدولية.
فضلا عن ما تحدث به المسؤول الفلسطيني، يشير أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخليل بلال الشوبكي -في حديثه للجزيرة نت- إلى أهمية كبيرة لتزايد الاعتراف بالدولة الفلسطينية خاصة من قبل من يؤمنون بحل الدولتين، مقابل السعي الإسرائيلي الحثيث بالآونة الأخيرة لمحو القضية الفلسطينية وإمكانية قيام الدولة الفلسطينية، وتحويل القضية الفلسطينية من سياسية وطنية إلى إنسانية يمكن حلها عبر إزاحتها إلى ملف إنساني.
وأضاف الشوبكي أن الاعترافات تحظى بأهمية كونها تأتي -من حيث التوقيت- في ظل سياسات إسرائيلية وخطوات إجرائية على مستوى الكنيست لإفشال إمكانية التعامل مع حل الدولتين، ومن ذلك تصويت الكنيست 3 مرات العامين الأخيرين على رفض الاعترافات بالدولة الفلسطينية ورفض فكرة حل الدولتين وقرار ضم الضفة.
وفي المقابل يقول المحلل السياسي، إن الخطوة -على أهميتها- تبدو متواضعة جدا ومحدودة التأثير، كون الأولوية حاليا لأي مواطن فلسطيني هي وقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة ، ولكون بعض الدول الغربية تحركت من أجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مدفوعة برغبتها في إنهاء الحرب، لا مدفوعة بإيمان حقيقي وعميق بضرورة إقامة الدولة الفلسطينية.
وبرأيه فإن بعض الدول استخدمت موضوع الاعتراف أداة من أدوات معاقبة إسرائيل أو إكراهها على وقف الإبادة الجماعية "مع أن لديها إمكانيات أكبر بكثير لمعاقبة إسرائيل، كفرض العقوبات وقطع العلاقات الدبلوماسية".
وتوقع الشوبكي خطوات إسرائيلية في الضفة ردا على الاعترافات الدولية، مشيرا إلى تصريح سابق لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قال فيه إن المجتمع الدولي سيصل إلى يوم الاعتراف بالدولة الفلسطينية ولا يكون هناك شيء قد بقي من أجل هذا الاعتراف، مضيفا أن "ما تقوم به إسرائيل على أرض الواقع هو جعل الاعتراف الدولي من اعتراف ذي أثر على الأرض إلى أثر معنوي فقط".
وعن الخطوات المتوقعة إسرائيليا ردا على الاعترافات الدولية، أشار خبير الاستيطان سهيل خليلية إلى إجراءات تفرض على الأرض بما في ذلك تسريع الاستيطان بمشروع إي1 (شرقي القدس ) وفرض إجراءات على فلسطينيي عدة قرى مقدسية من شأنها الضم الفعلي لها.
ورجح -في حديثه للجزيرة نت- أن تمضي سلطات الاحتلال في المزيد من الخطوات التي من شأنها تفريغ الاعتراف من مضمونه وجعله "اعترافا بلا معنى" من خلال المزيد من التفكيك للسلطة الفلسطينية، وجغرافيا بتقطيع أوصال الضفة الغربية لإفشال أي إمكانية لإقامة الدولة الفلسطينية المعترف بها.
وتابع أن "الاعترافات ربما كان لها مضمون أو معنى لو كانت قبل 20 عاما مثلا، لكنها جاءت متأخرة وستستغلها إسرائيل لتنفيذ مآربها".