آخر الأخبار

حرب غزة: جراح عراقي يعيد وصل يد طفلة غزاوية بعد بترها وفقدانها تحت الركام

شارك الخبر
مصدر الصورة

بعد ما كانت تعيش طفولتها كغيرها من الأطفال في هذا السن، تلعب وتلهو بلا هموم، أصبحت أكبر أمنية مريم صباح الطفلة ذات التسع سنوات اليوم، أن تتمكن من تحريك يدها فقط.

تلك الأمنية البسيطة والموجعة أفصحت عنها مريم خلال حديثها لبرنامج غزة اليوم التي تبثه بي بي سي عربي، حيث أصيبت في قصف إسرائيلي عنيف استهدف منطقة بجوار منزلها في دير البلح مطلع الشهر الجاري، تلك المنطقة التي أعلنت إسرائيل أنها من المناطق الآمنة للنزوح.

وهكذا تروي مريم قصة إصابتها: "كنت نائمة، واستيقظت على صوت قصف صرت أجري على غرفة أبي وأمي، وقع الدرج فوقي، وشعرت أن يدي مقطوعة".

قالت بحزن وهي تسترجع صدمتها: "سمعت الطبيب يسأل أبي: أين يدها؟ ثم عثروا عليها تحت الركام، وأعادوا وصلها إلى جسدي خلال عملية جراحية دقيقة استمرت أكثر من خمس ساعات.

وأردفت قائلة: "مازلت غير مستوعبة لما حدث ولكن كل ما أتمناه الآن هو أن أستطيع تحريك يدي".

" وقع الدرج عليها ولم أتمكن من إخراجها وحدي"

مصدر الصورة

وتحدثنا فاطمة صباح والدة الطفلة مريم، اللحظات العصيبة التي عاشتها تلك الليلة قائلة: "بعد استهداف الأرض بجوار منزلنا، ركضت مريم نحو غرفتنا هربًا من القصف. فجأة وقع الدرج عليها ولم أتمكن من إخراجها وحدي، فاستغثت بوالدها في محاولة لانتشالها من تحت الركام.

وأضافت "عندما أخرجناها من تحت الركام، صُدمنا عندما وجدنا أن يدها مبتورة.

‎ويقول محمد صباح، والد مريم "كانت أصعب ثلاث ساعات في حياتي، كنت أنظر إلى يدها وهي تتحدث معي وتقول: ماذا أصابني يا أبي؟ ولم أجرؤ على إخبارها بأن يدها قد بُترت".

وأضاف، عندما وصلنا إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة، جاء الطبيب محمد الطاهر وطلب منا البحث عن اليد، رغم صعوبة الوضع وخطورة العودة إلى المنزل.

وتابع: رغم خطورة الطريق، طلبت من عم الطفلة العودة إلى المنزل ، وظل يبحث تحت الركام حتى عثر على اليد المبتورة التي كانت بحالة جيدة بسبب الطقس البارد وعلى الفور أجرى الطبيب لها العملية.

وأشار والد الطفلة إلى أن ابنته بحاجة إلى متابعة مستمرة وربما علاج خارج غزة.

وفي هذا الصدد يقول مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، أمجد الشوا، إن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من قطاع غزة بسبب افتقار المستشفيات إلى التجهيزات اللازمة لعلاج الحالات الحرجة.

" طلبت من والدها إحضار اليد المبتورة من تحت الركام"

مصدر الصورة

ووصف الطبيب العراقي محمد الطاهر، جراح صدمات وأعصاب طرفية، الوضع قائلاً "كانت ليلة صعبة جدًا، القصف كان مستمرًا عندما جاءت مريم إلى قسم الطوارئ بمستشفى شهداء الأقصى.

وأضاف الجراح العراقي " خلال تفقدي لقسم الاستقبال والطوارئ وجدت الطفلة مريم بدون يد وتعاني من آلام شديدة، طلبت من والدها إحضار اليد رغم صعوبة الموقف. بمجرد وصول الطرف، أجريت العملية، وتم وصل اليد رغم غياب الإمكانيات الطبية اللازمة في مستشفى شهداء الأقصى، كما هو الحال في جميع مستشفيات غزة".

وأكد الطاهر أن حالة الطفلة مستقرة لكنها تواجه مرحلة حرجة بسبب خطر إمكانية تعرضها للالتهاب، حيث أن اليد كانت ملوثة بالأتربة والبارود جراء القصف.

وأشار الطاهر أنه وصل غزة منذ ستة أشهر -ضمن وفد مؤسسة "فجر سينتيفيك" وأجرى عمليات معقدة كثيرة.

‎وأختتم الطاهر قائلًا "شعرت أنه من الواجب إعطاء مريم فرصة. لا يجوز أن تعيش طفلة في هذا العمر دون يد، وسأبذل كل جهدي لإنجاح علاجها، حتى لو تطلب ذلك تأجيل سفري".

"840 طفل فلسطيني بترت أطرافهم حتى نهاية عام 2024 في غزة"

من جانبة كشف زاهر الوحيدي، مدير وحدة المعلومات الصحية في وزارة الصحة بغزة، خلال حديثه لبرنامج "غزة اليوم" الذي تبثه بي بي سي، عن تسجيل 4500 حالة بتر حتى نهاية عام 2024 جراء الهجمات الإسرائيلية المستمرة على القطاع.

وأوضح الوحيدي أن الأطفال يمثلون نسبة كبيرة من هذه الحالات، حيث تم توثيق نحو 840 حالة بتر بين الأطفال، أي ما يعادل 18% من إجمالي الحالات

" كل يوم يفقد 10 أطفال إحدى ساقيهم أو كلتيهما في غزة"

‎وقالت ليزا دوتن، مديرة قسم التمويل والشراكات في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" -وفقا لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا- يفقد 10 أطفال إحدى ساقيهم أو كلتيهما كل يوم في غزة.

وأختتمت دوتن أن "غزة موطن لأكبر مجموعة من الأطفال مبتوري الأطراف في التاريخ الحديث".

وخلال الحرب المستمرة في قطاع غزة وصلت عدة وفود طبية عربية ودولية لتقديم الدعم والمساعدة للمنظومة الصحية المتضررة ويبدو أن هذا غير كاف لتقديم الرعاية الصحية المناسبة للأطفال في غزة في ظل نقص الامكانات وانحسار عدد المستشفيات بشكل كبير للغاية في قطاع غزة.

وحتى لحظة كتابة هذه السطور ما تزال الطفلة مريم محمد صباح تحت ملاحظة الطبيب العراقي محمد الطاهر الذي أجل عودته إلى بلاده ليطمئن على حالة مريم.

بي بي سي المصدر: بي بي سي
شارك الخبر

أخبار ذات صلة



حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا