دفعت المعارك الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بمدينة الفاشر عاصمة شمال دارفور بالسودان، موجة جديدة من السكان للفرار نحو مناطق جبل مرة، الخاضعة لسيطرة حركة تحرير السودان، بقيادة عبدالواحد محمد نور.
وقال الناطق الرسمي باسم منسقية النازحين واللاجئين بدارفور، آدم رجال، في تصريحات صحافية إن أعداد الفارين في الأسبوع الحالي بلغ نحو 2500 نسمة بواقع 502 أسرة نزحوا إلى مناطق جبل مرة غربي الفاشر.
وأضاف أن أوضاع النازحين الجدد سيئة للغاية خاصة مع دخول فصل الشتاء ونقص الغذاء ومياه الشرب والأدوية.
وناشد رجال المنظمات الدولية لتقديم المساعدات الإنسانية العاجلة وتوفير الاحتياجات الضرورية للفارين من الحرب بالفاشر.
ووفقا لمصفوفة تتبع النزوح، تسبب القتال بمدينة الفاشر منذ مايو الماضي في نزوح نحو 410 آلاف شخص إلى مناطق جبل مرة ومناطق أخرى في البلاد.
والاثنين، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أن الشعب السوداني الذي يواجه معاناة متزايدة كل يوم، يعيش "كابوسا" من الجوع والأمراض و"العنف الإثني الجسيم" خاصة في دارفور.
وقال غوتيريش، أمام مجلس الأمن، إنه مع مقتل آلاف المدنيين وأعمال الاغتصاب "على نطاق واسع" وغيرها من "الفظائع التي لا توصف"، فإن "الشعب السوداني يعيش كابوسا من العنف"، معربا عن شعوره بـ"الهول" حيال الهجمات التي يتعرض لها المدنيون في مناطق مختلفة بالسودان.
وتدور حرب منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني بقيادة عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".
واتُّهم الطرفان بارتكاب جرائم حرب بما في ذلك استهداف مدنيين ومنع وصول المساعدات الإنسانية واستخدام أساليب التجويع في حق ملايين المدنيين.
ونزح نحو 11.3 مليون شخص جراء الحرب، بينهم 3 ملايين تقريباً إلى خارج السودان، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين التي وصفت الوضع بأنه "كارثة" إنسانية.
ويواجه نحو 26 مليون شخص انعداماً حاداً في الأمن الغذائي، وقد أُعلِنت المجاعة في مخيم زمزم في دارفور.