تجدّدت المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، صباح اليوم الخميس في الخرطوم، حيث سُمع دوي اشتباكات متقطعة في محيط سلاح المدرعات جنوبي العاصمة، وفي مواقع وسط العاصمة.
جاء ذلك تزامنًا مع تصاعد أعمدة الدخان في مناطق شرق النيل وأحياء بري والمنشية والصحافة وجنوب الحزام، بحسب قناة الغد.
قتل ونزوح
في ولاية غرب كردفان، أدانت «شبكة أطباء السودان» مقتل 11 شخصًا جراء هجوم شنّته قوات الدعم السريع على منطقة «دونكي الحر».
وأشارت الشبكة في بيان إلى أنّ قوات الدعم السريع نفذت عمليات نهب واسعة للأسواق والمنازل.
من جانبها، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، التابعة للأمم المتحدة، عن ارتفاع عدد الفارين من العنف في شرق ولاية الجزيرة بوسط السودان إلى أكثر من 119 ألف شخص.
وأوضحت المنظمة في بيان أن 23879 عائلة، بما يقارب 119395 شخصًا، نزحوا من مناطق شرق الجزيرة وأم القرى منذ 20 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.
وأضاف البيان أن الأسر النازحة لجأت إلى مناطق مختلفة في ولاية القضارف مثل الفاو والمفازة والبطانة والرهد، كما انتقلوا إلى محليات أخرى في ولايات كسلا ونهر النيل.
وفي سياق متصل، أفاد «نداء الوسط» بأن قوات الدعم السريع لا تزال تحتجز أهالي منطقة الهلالية بولاية الجزيرة وسط السودان داخل المساجد، بعد أن أخرجوهم قسرًا من منازلهم.
وطالب البيان بضرورة فتح ممرات آمنة للمواطنين المحتجزين في المدينة، والسماح لهم بالخروج، محذرًا من مغبة استمرار احتجازهم أو ارتكاب المزيد من الانتهاكات بحقهم.
انتهاكات جنسية
وكانت بعثة الأمم المتحدة قالت إن قوات الدعم السريع مسؤولة عن ارتكاب انتهاكات جنسية واسعة النطاق، بما في ذلك الاغتصاب الجماعي وخطف واحتجاز النساء في ظروف ترقى إلى مستوى الاستعباد الجنسي.
وأوضح تقرير لبعثة تقصي الحقائق الأممية أن قوات الدعم السريع ارتكبت هذه الانتهاكات أثناء تقدمها في المناطق التي تسيطر عليها خلال النزاع الجاري مع القوات المسلحة السودانية.
وتزامنت هذه الاتهامات مع استمرار هجمات قوات الدعم السريع في شرق ولاية الجزيرة، حيث اجتاحت مناطق الهلالية.
وأسفرت هذه الهجمات عن سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.
وفي وقت سابق، نشرت مجموعة مسلحة جديدة بالتنسيق مع الجيش السوداني قواتها في شرق السودان.
واندلعت المعارك في السودان منتصف أبريل/نيسان 2023 بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان، وهو أيضا رئيس مجلس السيادة، وقوات الدعم السريع بقيادة حليفه ونائبه السابق محمد حمدان دقلو.