آخر الأخبار

بسبب نابليون.. انتحر المئات بشكل مرعب رفضا لتطبيق العبودية

شارك
لوحة تجسد نزول قوات نابليون بغوادلوب

خلال فترة الثورة الفرنسية التي استمرت لحدود العام 1799، أقر المؤتمر الوطني الفرنسي خلال شهر فبراير (شباط) 1794 قرار إنهاء العمل بنظام العبودية بجميع المستعمرات الفرنسية. وقد جاء هذا القرار حينها ليمنح عددا كبيرا من أهالي مستعمرات فرنسا، مثل سانت دومينغ والمارتينيك وغوادلوب وسانت لوسي، حريتهم. بالإضافة لذلك وبسابقة تاريخية، شهد المؤتمر الوطني الفرنسي تواجد رجل من السود كنائب عن سانت دومينغ حيث انتخب جان باتيست بيلي (Jean-Baptiste Belley) بالمؤتمر الوطني وشارك بإقرار إجهاض العبودية.

رسم تخيلي للويس ديلغريس

إلى ذلك، عمد نابليون بونابرت لإعادة العمل بنظام العبودية بعد بضع سنوات. وعقب قرار نابليون، شهدت بعض المستعمرات تمردات كان من أبرزها تمرد لويس ديلغريس (Louis Delgrès) بغوادلوب.

مسيرة عسكرية حافلة

مع بداية مسيرته العسكرية، عمل لويس ديلغريس، المولود سنة 1766 بسانت بيير بالمارتينيك، منذ العام 1783 لصالح إحدى الميليشيات المحلية المساندة للفرنسيين بالمارتينيك. ومع اندلاع أحداث الثورة الفرنسية، أيد لويس ديلغراس الجمهوريين ضد الملكيين واتجه بأكثر من مناسبة لمغادرة المارتينيك التي عاشت على وقع حالة من الفوضى بسبب الخلافات بين المسؤولين الفرنسيين هنالك الذين انقسموا حينها بين معارضين ومؤيدين للثورة.

رسم تخيلي للجنرال أنطوان ريشبونس

بحلول ديسمبر (كانون الأول) 1792، انضم لويس ديلغريس بشكل رسمي لمساندي الجمهورية وانطلق نحو فرنسا رفقة عدد من العسكريين الفرنسيين. وهنالك، حصل الأخير على تكوين عسكري بمدينة برست (Brest) ونال رتبة ملازم. وتحت أوامر الجنرال دوناسيان دي روشامبو (Donatien de Rochambeau)، انتقل لويس ديلغريس نحو غوادلوب ليحارب ضد البريطانيين الذين استولوا على هذه المستعمرة الفرنسية السابقة. بحلول العام 1795، شارك هذا الملازم بالمعارك ضد البريطانيين بسانت لوسي وكسب هنالك شهرة كبيرة بسبب نجاحه ضد البريطانيين وتعرضه لإصابة خطيرة.

لوحة تجسد نابليون بونابرت

عقب إصابته ووقوعه بالأسر لأشهر لدى البريطانيين، عاد لويس ديلغراس مجددا لفرنسا. وبالتزامن مع انقلاب نابليون بونابرت الذي أنهى الثورة الفرنسية ومهد لظهور حكومة القناصل، أرسل لويس ديلغراس نحو غوادلوب التي بلغها خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) 1799.

العودة للعبودية

في غوادلوب، حصل لويس ديلغراس على مناصب عسكرية مرموقة. وفي الأثناء، تحمل هذا العسكري بكره شديد ضد نابليون بونابرت الذي وصفه بالطاغية والخائن لمبادئ الثورة الفرنسية.

تمثال نصفي للويس ديلغريس

مع توجه نابليون بونابرت لإعادة العمل بنظام العبودية، عاشت مستعمرات فرنسا على وقع حالة من التوتر حيث رفض الأهالي التخلي عن حريتهم والعودة مجددا لهذا النظام. وفي غوادلوب، شهدت المنطقة ظهور تمرد سرعان ما أخذ لويس ديلغريس على عاتقه مهمة قيادته حيث تحالف الأخير، مطلع نوفمبر (تشرين الثاني) 1801، مع القيادات المتمردة ضد قائده السابق الجنرال جان باتيست ريموند دو لاكروس (Jean-Baptiste Raymond de Lacrosse). وفي الأسابيع التالية، عمد ديلغراس لطرد الموظفين البيض بعد اتهامهم بالتخابر مع الجنرال دو لاكروس.

مطلع مايو (أيار) 1802، أرسل نابليون بونابرت الجنرال أنطوان ريشبونس (Antoine Richepance) رفقة الآلاف من الجنود نحو غوادلوب لإنهاء التمرد وتطبيق العبودية بها.

يوم 10 مايو (أيار) من العام نفسه، أصبح لويس ديلغريس قائدا للمقاومة ضد نابليون بمنطقة باس تيير (Basse-Terre) في غوادلوب عقب نشره على جدران المنطقة إعلانا حمل عنوان "إلى الكون بأسره، آخر صرخة للبراءة واليأس" (À l'Univers entier, le dernier cri de l'innocence et du désespoir).

بسبب تفوقهم العسكري والعددي، تمكن الفرنسيون بقيادة الجنرال ريشبونس من ملاحقة لويس ديلغريس وجنوده وإجبارهم على الاحتماء في مخبأ بمنطقة ماتوبا (Matouba). ومع تيقنهم من حتمية هزيمتهم واعتقالهم، اتخذ لويس ديلغريس وجنوده، البالغ عددهم نحو 300 جندي، قرارا غريبا بالإنتحار عن طريق المتفجرات. ويوم 28 مايو (أيار) 1802، جمّع لويس ديلغريس وجنوده ما تبقى لديهم من مواد متفجرة وعمدوا لتفجير المخبأ الذي تحصنوا به ليفارقوا بذلك الحياة رفضا لإمكانية تحويلهم لعبيد عقب اعتقالهم.

العربيّة المصدر: العربيّة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار