في مشهد يلخص روح ريادة الشباب السعودي، يشارك الشقيقان وافي وماجد العتيبي – وهما طالبان في المرحلة الثانوية – في النسخة العاشرة من مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، بعد رحلة بدأت قبل سبعة أعوام من مرافقة والدهما إلى سوق الإبل، وانتهت اليوم بتأسيس مسيرة تجارية مستقلة يحققان من خلالها أرباحاً لافتة، ويقدمان نموذجاً ملهماً في الجمع بين التعليم وشغف التجارة.
بدأت الحكاية حين كان وافي العتيبي، وهو طالب في المرحلة الثانوية اليوم، يرافق والده في صغره إلى سوق الإبل، يتأمل مواطن الجمال، ويتعرف إلى تفاصيل الاقتصاد الذي يميز هذا القطاع التراثي. ويستعيد وافي تلك البدايات قائلاً: بدأت تجربة الاستثمار في قطاع الإبل منذ المرحلة الابتدائية عندما كنت أرافق والدي لسوق الإبل، وبعد فترة قررت أن أنخرط في هذا المجال لوحدي، حيث اشتريت ناقة وكسبت فيها حوالي ألفي ريال. بعدها عزمت على الاستثمار في هذا المجال المربح، وها أنا اليوم أتواجد بالصياهد في سوق الإبل أشتري وأبيع.
ومع مرور السنوات، أدرك الشقيقان أن التجربة التي اكتسباها مبكراً يمكن أن تتحول إلى مشروع حقيقي؛ فبعد معرفتهما بخصائص الإبل ومواطن جمالها وقيمتها السوقية، قررا الاستقلال والعمل بشكل منفصل، في خطوات عملية تعكس ثقة شابة مدعومة بخبرة تراكمت منذ الطفولة.
ماجد العتيبي، الشقيق الأصغر، يروي بدايته قائلاً: كانت بدايتي مثل أخي وافي، وبعد ما شفت وافي بدأ يعتمد على نفسه في عمليات الشراء والبيع في الإبل رافقته في البداية، ثم انفصلت عنه واعتمدت على نفسي، واليوم أنا وهو في سوق الإبل بمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، كل واحد يبيع ويشتري بمفرده.
وبرغم انشغالهما في الوسط التجاري، يصر الشقيقان على أن التعليم هو الأساس. ويؤكد وافي ذلك بقوله: التجارة لا تمنع من الدراسة، فهناك وقت واسع بعد الدوام الدراسي في المساء والويكند والإجازات، ومن اختلق الأعذار وجدها. لذلك أنصح الشباب بممارسة التجارة وخاصة في قطاع الإبل، فهو آمن ومربح. بهذه الروح، جمعا بين التحصيل العلمي والنجاح التجاري دون أن يطغى أحدهما على الآخر.
ويتواجد الشقيقان اليوم في الصياهد مشاركَين بعروض وفرديات في سوق مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل، الحدث الأكبر ، يؤكد وافي وماجد أن المهرجان ليس مجرد ساحة منافسة، بل منصة اقتصادية وتراثية تمنح الشباب فرصاً حقيقية للانطلاق وتحويل شغفهم إلى مشاريع مستدامة.
وفي ختام قصتهما، تبدو رحلة الشقيقين نموذجاً لما يمكن أن يقدمه المهرجان للشباب من دعم وإلهام، وما يستطيع الجيل الجديد تحقيقه حين تتلاقى الإرادة مع الفرص، في قصة سعودية تنطلق من الأسواق الشعبية لتنتهي في أكبر محفل للإبل في المملكة.
المصدر:
سبق