في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
شهدت مدينة تشنغدو الصينية حادثا مأساويا، بعدما احترق سائق حيا داخل سيارة كهربائية إثر اصطدامها بجدار خرساني، في وقت حالت فيه أنظمة الأبواب الإلكترونية دون تمكنه من الخروج أو إنقاذه من قبل المارة.،
الحادث وقع فجر أمس الاثنين 13 أكتوبر/تشرين الأول نحو الساعة الثالثة والربع صباحا على طريق تيانفو، أحد الشوارع الحيوية بمدينة تشنغدو، غرب الصين.
وبحسب التحقيقات الأولية، فقد السائق البالغ من العمر 31 عاما السيطرة على سيارته الكهربائية واصطدم بعنف بالشريط الفاصل للطريق، ما تسبب في انفجار جزئي واندلاع حريق هائل التهم المركبة بالكامل خلال دقائق.
وأظهرت مقاطع فيديو التقطها شهود عيان على وسائل التواصل الاجتماعي ألسنة اللهب تتصاعد من مقدمة السيارة بينما كان المارة يحاولون فتح الأبواب وإنقاذ السائق المحاصر، لكن الأنظمة الإلكترونية أغلقت الأبواب بإحكام بعد توقف التيار الكهربائي.
أحد الشهود قال لصحيفة "ذا بيبر" الصينية: "اندلع الحريق في حوالي الساعة 3:10 صباحا. كنت مع صديقي بالقرب من الموقع، وركضنا فورا نحو السيارة. حاول 4 أو 5 أشخاص كسر النوافذ بأيديهم، حتى إن أحدهم نزف بشدة وهو يحاول إنقاذ الرجل، لكننا لم نتمكن من إخراجه قبل أن تلتهم النيران السيارة بالكامل".
وأوضح الشاهد أن فرق الإطفاء وصلت بعد دقائق واستخدمت معدات قطع معدنية للوصول إلى المقصورة، مضيفا: "حين تمكّن رجال الإطفاء من فتح السيارة، كان الأوان قد فات".
من جانبها، ذكرت شرطة تشنغدو أن السائق كان يقود تحت تأثير الكحول، وقد اصطدم في وقت سابق بسيارة أخرى قبل الحادث بدقائق، ما يرجح أن فقدان السيطرة والسرعة العالية كانا من العوامل المساهمة في الكارثة.
مع ذلك، لم يُخفِ الخبراء قلقهم من أن أنظمة الأمان الذكية في بعض السيارات الكهربائية قد تسببت في تفاقم الحادث.
فالأبواب الإلكترونية المصممة للإغلاق التلقائي عند وقوع تصادم تعتمد كليا على الطاقة الكهربائية، وعندما ينقطع التيار بسبب الاصطدام أو اشتعال البطارية، تفقد هذه الأنظمة قدرتها على الفتح اليدوي، وهذا يجعل السيارة "فخا قاتلا"، على حد وصف أحد المختصين في هندسة المركبات في جامعة تسينغهوا.
وفي شوارع تشنغدو، تحوّل موقع الحادث إلى نقطة تجمع للمواطنين ووضع الزهور والشموع تكريما للسائق المتوفى.
وعلى الإنترنت، حصد وسم "#حريق_سيارة_شاومي#" أكثر من 300 مليون مشاهدة خلال 24 ساعة، في حين دعا ناشطون إلى مراجعة معايير الأمان الإلزامية للسيارات الكهربائية في الصين التي تُعد اليوم أكبر سوق لهذه المركبات في العالم.
وكانت السيارة المنكوبة من طراز "إس يو 7" التابع لشركة "شاومي" الصينية، وهي من أحدث الطرازات الكهربائية التي دخلت السوق هذا العام.
ويُعد هذا الحادث الثاني المميت المرتبط بهذا الطراز في أقل من عام، ما زاد الضغوط على الشركة المصنعة التي تواجه تدقيقا تنظيميا متزايدا بشأن تصميماتها وأنظمة أمانها.
وعقب انتشار مقاطع الفيديو للحادث على منصات التواصل الصينية مثل "ويبو" و"دويين"، تراجعت أسهم "شاومي" في بورصة هونغ كونغ بنسبة 8.7%، وهو أكبر انخفاض منذ أبريل/نيسان الماضي.
ولم تُصدر الشركة بعد أي تعليق رسمي على الحادث، بينما لم تنشر شرطة المرور المحلية تقريرها النهائي حتى الآن.
الحادث الأخير أعاد إلى الأذهان سلسلة من الحرائق المميتة المرتبطة بسيارات كهربائية في السنوات الأخيرة، خصوصا تلك التي تعتمد على مقابض أبواب مخفية أو إلكترونية بالكامل.
ففي ألمانيا، توفي رجل وطفلان بعد تعذر فتح أبواب سيارة "تيسلا" إثر اصطدامها واندلاع النيران فيها.
وفي كاليفورنيا، قضت الطالبة الجامعية كريستا تسوكاهارا (19 عاما) نحبها داخل شاحنة "سايبرترك" بعد أن فشلت في العثور على ذراع الفتح اليدوي وسط الدخان الكثيف.
وأمام تكرار هذه الحوادث، أعلنت الإدارة الوطنية الأميركية لسلامة المرور على الطرق السريعة فتح تحقيق موسع في آلية عمل مقابض أبواب سيارات "تيسلا" موديل "واي"، بينما أفادت تقارير صينية بأن السلطات تدرس حظر تصميم المقابض المخفية كليا في جميع السيارات الكهربائية الجديدة.
ويرى نقاد أن هذه المقابض، رغم أناقتها وتكاملها مع التصميم الخارجي، تمثل خطرا حقيقيا في حالات الطوارئ، إذ يصعب على الركاب أو فرق الإنقاذ الوصول إليها أو تشغيلها في ظل فقدان الطاقة أو ارتفاع درجات الحرارة.