أثار مسلسل "ما تراه ليس كما يبدو" -المعروض على منصة "شاهد"- فضول الجمهور منذ الإعلان عنه، لما يحمله من حكايات متباينة تتناول موضوعات غير مألوفة على الشاشة المصرية. من أبرز هذه الحكايات، "بتوقيت 2028" للمؤلفة الشابة نسمة سمير، التي تقدم تجربة درامية جريئة تستند إلى فكرة السفر عبر الزمن والأبعاد الموازية، وهي فكرة لم تُطرح بهذه الكثافة والجرأة من قبل.
تخوض نسمة، المعروفة بمشاركتها في ورش الكتابة، تحديًا جديدًا بالكتابة الفردية، ساعيةً لوضع بصمتها الخاصة ومنح الحكاية ملامح متفردة. وبين شغفها بالزمن وهاجس "ماذا لو؟"، وحرصها على تبسيط الفكرة دون فقدان عمقها، استغرقت تجربة الكتابة أشهرًا من البحث والتأمل والعمل المتواصل.
وفي حوارها مع "العربية.نت"، كشفت نسمة عن كواليس رحلتها مع الكتابة، ورؤيتها للمسلسل، وأصعب التحديات، وعلاقتها بالشخصيات، وكيف ترى التوازن بين الجرأة الدرامية واستيعاب الجمهور.
ولدت فكرة "بتوقيت 2028" في ذهن نسمة سمير عام 2023، مدفوعة بشغفها بالزمن والأبعاد الموازية. وأوضحت أنها كانت تتساءل باستمرار: "ماذا لو تمكن شخص ما من السفر عبر الزمن فعلاً؟"، ومن هذا السؤال انطلقت أحداث الحكاية.
استغرقت عملية الكتابة نحو 4 أشهر من العمل اليومي المتواصل، سبقتها قرابة عام من التحضير والبحث والتجارب. وأكدت نسمة أن الإعداد المسبق كان عنصرًا أساسيًا لولادة النص بشكل متماسك.
أثناء الكتابة، لم تفكر نسمة في أسماء الممثلين، بل انشغلت ببناء الشخصيات وخلفياتها. وعند إعلان الأبطال، سعدت كثيرًا لرؤية الشخصيات التي كتبتها تتجسد على أرض الواقع.
عن قلقها من طرح فكرة السفر عبر الزمن لأول مرة في الدراما المصرية، أوضحت سمير أنها شعرت ببعض المخاطرة، لكنها آمنت بذكاء الجمهور وحبه للتجارب المختلفة. وقالت إن الأهم كان تقديم الفكرة بطريقة ممتعة وسلسة تسمح للمشاهد بالتعايش معها.
أكدت نسمة أن أصعب ما واجهته كان تحقيق التوازن بين تعقيد الفكرة وعمقها، وسهولة وصولها إلى المتلقي. وشددت على رغبتها في إيصال الرسالة للجمهور دون إرباك أو تيه، مع الحفاظ على عنصر الإثارة الذي يجعل المشاهد جزءًا من الرحلة.
اعترفت نسمة أن الكتابة الفردية شكلت تحديًا خاصًا لها بعد تجاربها في ورش الكتابة. وبينما تتميز الورش بتبادل الأفكار وسرعة الإنجاز، فإن الكتابة المنفردة تكشف بصمة المؤلف الحقيقية وتمنحه حرية كاملة في صياغة الحكاية بروحه الخاصة.
تظهر الحكايات داخل "ما تراه ليس كما يبدو" مستقلة، لكنها ترتبط بخيط رفيع واحد هو فكرة أن "ما تراه ليس الحقيقة دائمًا"، وهو ما جعل الشعار العام للعمل يعبر عن روحه بدقة.
بدأت نسمة بكتابة "بتوقيت 2028"، ثم استراحت لفترة قصيرة قبل أن تبدأ "ديچافو" بطاقة متجددة. وأشارت إلى أن البحث والتحضير كانا عاملين حاسمين قبل البدء في أي من الحكايتين.
لا ترى المؤلفة الشابة منافسة بين الحكايات، بل تعتبرها ألوانًا مختلفة في لوحة واحدة. وذكرت أن اكتمال الصورة لا يتحقق إلا بتكامل كل القصص، وأنها متحمسة لمتابعة باقي الحكايات كمشاهدة قبل أن تكون كاتبة مشاركة في العمل.
اختتمت نسمة تصريحاتها بالتأكيد على أن تجربتها مع "بتوقيت 2028" منحتها النضج والجرأة. وأعربت عن سعادتها بتقديم عمل مختلف يفتح أبوابًا جديدة للدراما المصرية، آملة أن تصل الرسالة بصدق وأن يجد المشاهد متعة وفكرًا في آن واحد.