"خدع عبد الحليم حافظ لعام كامل".. صدفة وراء ظهور سمير صبري

لم يكن الفنان المصري الراحل سمير صبري يتوقع أن تقوده الخدعة التي قام بها مع العندليب عبد الحليم حافظ إلى عالم الفن، حتى بات واحداً من كبار النجوم في الوطن العربي.

وروى الفنان الراحل تفاصيل تلك القصة في لقاء تلفزيوني سابق، تحدث فيه عن قدومه مع عائلته إلى القاهرة، وتواجده في بناية يتواجد بها عدد كبير من نجوم الفن، وأبرزهم العندليب عبد الحليم حافظ.

كما بين أن صبري كان يطل من شرفته انتظارا لقدوم عبد الحليم، وحينما يراه يغادر سيارته، يذهب مسرعا من أجل طلب المصعد، وبعدها يهرول مسرعا على الدرج، مستغلا انتظار عبد الحليم في الأسفل كي يأتي المصعد.

وتكرر الأمر، دون أن يلاحظ عبد الحليم حافظ تواجد ذلك الفتى الصغير، حتى باغته سمير صبري قائلا بالإنجليزية "مرحبا"، ليرد عبد الحليم على ترحيبه، ويسأله إن كان إنجليزيا، ليجيبه سمير صبري بكونه أميركي. هنا نظر عبد الحليم إلى مجدي العمروسي، وأخبره قائلا "شايف الأميركان شايفني وعارفني"، وبعدها سأل ذلك الفتى عن اسمه، ليجيبه سمير صبري قائلا "بيتر".

إلا أن تكرر الأمر كثيرا لمدة عام كامل، وفي كل مرة ظل سمير صبري يطلب من حليم صورا خاصة به، وأسطوانات غنائية، ليحدث بعدها ما كان يخشاه. حيث هبط سمير مسرعا كي يلحق بعبد الحليم حافظ، لكنه فوجئ به يقف مع والده، وحينما شاهده الأب استدعاه قائلا "تعالى يا سي سمير"، وأخبر العندليب قائلا "أوضته كلها صورك وأسطواناتك".

مصدر الصورة

سمير صبري في أغنية بحلم بيك

وقتها شعر سمير صبري بالحرج الشديد، وظل يتحاشى النظر لعبد الحليم حافظ، وبعدها بفترة التقاه بالصدفة، فما كان من عبد الحليم إلا معاتبته قائلا "سنة وانت عامل بيتر"، فأخبره سمير أنه يفعل ذلك بسبب حبه له.

وطلب منه مرافقته خلال تصوير الفيلم الخاص به، وبالفعل وافق حليم، وأخبره أنه يقوم بالتصوير صباح الخميس، فقرر سمير صبري ألا يذهب للمدرسة في ذلك اليوم لمرافقة حليم.
وبالفعل اختبأ في الجراج منذ السابعة صباحا حتى غادر والده، وحينما رأى عبد الحليم توجه معه إلى التصوير، وحدث المشهد الشهير الذي يظهر فيه سمير صبري لثانية واحدة، خلال تصوير عبد الحليم لأغنية "بحلم بيك" مع الإعلامية الشهيرة آمال فهمي.

وبعد الانتهاء من التصوير، ذهب سمير صبري رفقة عبد الحليم إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، وكان حليم يروي قصة "بيتر" للمتواجدين أثناء حضور لبنى عبد العزيز، التي طلبت من سمير صبري تسجيل حلقة معها في برنامج "ركن الطفل".

وتشجع سمير صبري للغاية وقام بتسجيل الحلقة، وحصل بعدها على 50 قرشا، وهي أول أجر يحصل عليه في مسيرته الطويلة، وطلبت منه لبنى عبد العزيز الحضور كل خميس للمشاركة في البرنامج.
ظل سمير صبري يهرب من المدرسة يوم الخميس، للذهاب إلى مبنى الإذاعة والتلفزيون، وهناك طلب من لبنى عبد العزيز مرافقتها خلال تصوير فيلمها، فطلبت منه الحضور يوم السبت إلى بلاتوه التصوير.

وحينما ذهب بصحبتها، أخبروها أن شادية تقوم بتصوير فيلم "اللص والكلاب" في البلاتوه المقابل لها، فاصطحبت سمير صبري من أجل مصافحتها.

وخلال اللقاء علموا أن أسرة فيلم "اللص والكلاب" في انتظار أحد الممثلين، من أجل تقديم مشهد واحد في الفيلم، لكنه تأخر كثيرا، فطلب سمير صبري من لبنى عبد العزيز أن تخبر المخرج كمال الشيخ بقدرته على تصوير هذا المشهد.

بالمقابل، وافقت عليه لبنى عبد العزيز، وأخبرت المخرج الذي تحمس كثيرا، ومنح الدور لسمير صبري، لتأتي البداية التي لم يكن يتخيلها.