في افتتاحية صحيفة الرياض "ملامح الخليج القادم" تؤكد الكاتبة الصحفية نوال الجبر أن قمة مجلس التعاون الـ46 في المنامة لم تكن اجتماعاً اعتيادياً، بل محطة ترسم ملامح مرحلة جديدة يقوم فيها الخليج بدور صانع لاتجاهات المنطقة، يمتلك رؤية سياسية واقتصادية وأمنية تتقدم بثقة نحو تجسيد مرحلة أكثر وضوحًا واستقرارًا، وتشدد على أن التحول اليوم يقوم على توسيع الشراكات الدولية وتعميق الأمن الجماعي والاندماج الاقتصادي بوصفه ضرورة استراتيجية.
أبرزت القمة – بحسب الجبر – أن أمن دول المجلس كلٌ لا يتجزأ، مع التأكيد الحازم على مواجهة التدخلات التي تهدد استقرار الإقليم. كما جدّد القادة تمسكهم برؤية خادم الحرمين الشريفين لاستكمال متطلبات الوحدة الاقتصادية والمنظومتين الدفاعية والأمنية. وترى الجبر أن «الإصرار على التحول من التعاون إلى الاتحاد يعكس إرادة سياسية» ترى مستقبل الخليج في التكامل لا التنافس.
وتشير الجبر إلى خطوات نوعية في الملفات الاقتصادية: منصة تبادل البيانات الجمركية، التقدم في السكك الحديدية الخليجية، تفعيل برامج الصناعة والتكامل اللوجستي، وإنشاء هيئة الطيران المدني الخليجية. وتصف هذه المشاريع بأنها «خارطة طريق لتحويل الخليج إلى كتلة اقتصادية منسقة» قادرة على الاندماج عالمياً.
ترى الكاتبة أن القمة رسخت وحدة الموقف الخليجي تجاه فلسطين، مؤكدةً مركزيتها ودعم وقف الحرب على غزة وتنفيذ حل الدولتين، ومساندة الجهود الإقليمية لتثبيت وقف إطلاق النار وتسهيل المساعدات. كما شددت على رفض تغيير الوضع القانوني للقدس " في رسالة تتطلب ثباتًا أخلاقيًا ودبلوماسيًا في آن واحد".
وتناولت القمة ملفات: العراق، اليمن، سوريا، لبنان، السودان، والقرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، انطلاقاً من قناعة أن «حماية الخليج تبدأ من حماية محيطه الحيوي»، وأن الاستقرار الإقليمي لا يمكن أن يتم دون دور خليجي فاعل.
وتبرز الكاتبة، تبني دول المجلس نهجاً لا يُقصي أي مصدر للطاقة، مع دعم مبادرات الاقتصاد الدائري للكربون، ومبادرات السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر كنموذج عالمي مسؤول للتعامل مع المناخ.
تخلص الجبر إلى أن قمة المنامة ترسم ملامح الخليج القادم، بـ"خليج أكثر اتحادًا، أكثر تأثيرًا، وأكثر ثقة بدوره ومكانته في العالم".
المصدر:
سبق