في مقاله «أهمية لقاء الأمير والرئيس» بصحيفة الشرق الأوسط، يتناول الكاتب والمحلل السياسي عبد الرحمن الراشد دلالات اللقاء المتجدد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترمب وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان في واشنطن، وهو لقاء «ذي طبيعة رسمية وشخصية»، بما يعزز التوقعات بتأثيره على مستقبل المنطقة والعلاقات الاستراتيجية بين البلدين.
يرى الراشد أن مرحلة السنوات الثماني الماضية حملت تحولات كبرى، بدءًا من احتدام التنافس مع الصين، مرورًا بالحرب في أوروبا، وصولًا إلى اشتعال جبهات الشرق الأوسط وممرّاتها. وفي ظل هذه الأحداث، برزت الرياض لاعبًا محوريًا، قادرًا على إدارة التوازنات واستثمار العلاقات الدولية لمنع الانهيارات الإقليمية، عبر اتفاق بكين مع إيران، وطرح مشروع حل الدولتين، ومساعي تهدئة التوتر في طهران وإسلام آباد ودمشق.
يبرز الكاتب تطابق الأجندة بين الأمير والرئيس، فكلاهما يحمل «مشروعًا تحديثيًا» يسعى لإحداث تحولات تاريخية. ويستشهد الراشد بقول ترمب في الكنيست: «لقد فعلت إسرائيل كل ما يمكن تحقيقه بالقوة المسلحة، وإنه آن الأوان لتحويل ذلك نحو السلام». ويرى أن الأمير محمد بن سلمان يضع اسمه في مشروع «التطوير الاقتصادي، وليس الحروب أو التنافس السياسي».
يلفت الراشد إلى أن الملفات المطروحة تشمل «مشروع الطاقة النووية، والاتفاقية الدفاعية، والتسلح النوعي، وهي جزء من بناء قوة موازية لتعزيز السلام الإقليمي». ويضيف أن ترمب «نجح في تعطيل الاتفاق النووي ومحاصرة إيران»، كما تدخل في «وقف حرب غزة والجبهة اللبنانية».
يرى الكاتب أن العلاقات السعودية الأمريكية «في أفضل مراحلها وأكثرها ازدهارًا»، مشيرًا إلى أنها اليوم «تشبه مرحلة قمة بارجة كوينسي التاريخية» عام 1945. ويختم: «ليس من المبالغة القول إن نجاح العلاقات السعودية الأمريكية له انعكاس كبير على استقرار المنطقة وازدهارها».
المصدر:
سبق