أكد أستاذ الاتصال والإعلام بجامعة الملك فيصل، الأستاذ الدكتور فلاح بن عامر الدهمشي، أن زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء – حفظه الله – الرسمية للولايات المتحدة، تحمل دلالات واضحة من خلال توقيتها، في ظل تحولات سياسية واقتصادية إقليمية وعالمية، وتنافس محتدم في مجالات الطاقة والذكاء الاصطناعي في المنطقة، إذ تتجاوز شكلها الدبلوماسي، لتكون رسالة واضحة للعالم عن دور السعودية كقوة صاعدة، قادرة على بناء شراكات متعددة الأبعاد، وإعادة رسم خريطة التأثير الاستراتيجي في الشرق الأوسط.
وبيّن أن المملكة تعمل على تعزيز قدراتها الاقتصادية والتقنية، وفتح آفاق استثمارية جديدة، بما يتناغم مع أهداف رؤية السعودية 2030، خاصة مع استخدام ولي العهد دبلوماسية حديثة تعتمد على الشفافية والرسائل المباشرة، للحضور السعودي في النقاشات العالمية، مشيرًا إلى أن الزيارة تبرز مثالًا واضحًا على الدبلوماسية الوقائية، حيث تُناقش الملفات الحساسة قبل أن تتحول إلى أزمات، من خلال فتح قنوات تواصل أوسع مع واشنطن، وتقديم حلول عملية للملفات الإقليمية، وتعزيز دور السعودية في استقرار المنطقة.
وقال: باتت المملكة تمتلك منهجًا واضحًا يقوم على المبادرة وليس رد الفعل، ما يظهر بوضوح في توقيت الزيارة ومحاورها، حيث تسعى من خلال هذه الزيارة إلى جذب استثمارات أمريكية في المدن المستقبلية مثل نيوم، وبناء تعاون تقني في مجالات الروبوتات والذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى دعم الصناعات الدفاعية المشتركة، وتعزيز مشاريع الطاقة النظيفة والهيدروجين الأخضر، لأن الاقتصاد والتقنية هما محور المستقبل.
ونوّه الدهمشي بأن السعودية أصبحت مركزًا عالميًا جاذبًا للاستثمارات بفضل الإصلاحات التي تمت خلال الأعوام الأخيرة، مشيرًا إلى أن زيارة ولي العهد إلى الولايات المتحدة تمثل محطة محورية في مسار الشراكة السعودية–الأمريكية، وتؤكد أن المملكة تتحرك بثقة نحو المستقبل، عبر رؤية اقتصادية شاملة وسياسة خارجية أكثر مرونة وقوة، جعلت المملكة تصعد كقوة اقتصادية جديدة، وأصبحت صورتها لدى المجتمع الدولي أكثر ارتباطًا بالابتكار والاقتصاد المتنوع.
ولفت إلى أن المملكة باتت لاعبًا رئيسيًا في صياغة مستقبل المنطقة، مما يجعل الحوار السعودي–الأمريكي جزءًا أساسيًا من استقرار الشرق الأوسط، مركّزة هذه الزيارة على جملة من الملفات، في طليعتها تعزيز التعاون الاقتصادي والاستثماري، وتطوير الشراكات بمجالات التقنية والذكاء الاصطناعي، ودعم مشاريع الطاقة المتجددة والهيدروجين، ومناقشة قضايا الأمن الإقليمي في الشرق الأوسط والممرات البحرية.
وبيّن أن الزيارة تحمل في طياتها دعم مشاريع رؤية 2030 عبر فتح باب التعاون المباشر مع الشركات الأمريكية الكبرى، وخاصة في قطاعات التقنية والدفاع والطاقة المستقبلية، إذ تحمل الزيارة رسائل هامة؛ تتجاوز إطار العلاقات الثنائية، كتأكيد استقرار المملكة كقوة اقتصادية وسياسية مؤثرة، وطمأنة الأسواق العالمية بشأن إمدادات الطاقة، بالإضافة إلى إبراز تحول المملكة إلى مركز استثماري عالمي، وتعزيز صورة المملكة لدى الرأي العام الأمريكي والغربي.
المصدر:
سبق