آخر الأخبار

الريحان الحساوي.. كنز عطري وتراث أصيل

شارك
وصفت هيئة تطوير الأحساء «المشموم الحساوي» بكنز الأحساء العطري وتراثها الأصيل، واعتبرته رمز الكرم والأصالة في الثقافة المحلية من خلال «رش» عطره للترحيب بالضيوف عند الاستقبال، وجعله زينة طبيعية للنساء في الأفراح والمناسبات.

وأكد المهندس الزراعي محمد الشيخ لـ«الوطن» أن في واحة الأحساء الزراعية يزهر نبات لا تُقاس قيمته بوحدة الوزن. إنه المشموم (الريحان)، فكل ورقة خضراء لامعة من المشموم تحمل عبق الماضي، وكل نفحة من رائحتها الزكية هي دعوة للغوص في موروث عاطفي عميق، يتجاوز حدود الزراعة ليصبح نبضًا لا يتوقف في قلب الواحة، فالمشموم قصة تنسج خيوطها بين الزراعة المستدامة والجمال الوجداني.

لسعات الصقيع


قال الشيخ: تبدأ حكاية المشموم على أرض الأحساء متحديةً مناخًا قاسيًا، فبينما يخشى هذا النبات المحب للدفء (المتطلب لدرجات حرارة لسعات الصقيع)، تتم زراعته بعناية فائقة، سواء في مزارع النخيل كمحصول ثانوي للتزيين، أو في زوايا البيوت، لدرجة أن رؤية المشموم يزهر على مداخل المنازل والأرصفة هو مشهد يومي مألوف، وكأنه جزء من العائلة، وهذا الانتشار يؤكد أنه نبات الحياة اليومية، لا محصول موسمي.

متعدد الأصناف

أوضح أن المشموم يتسم بتنوع كبير، فأنواعه تتعدد ما بين الأصناف ذات الأوراق العريضة (للأغراض الغذائية كالطهي والسلطات)، والأصناف ذات الأوراق الصغيرة (للزينة والتنسيق)، وتختلف روائحه، فبعضها قوي لدرجة أنه يشبه القرنفل، وبعضها الآخر يأتي برائحة خفيفة ومنعشة. هذا التباين يمتد إلى الألوان والأشكال، حيث نجد المشموم بأوراقه الخضراء المعتادة، أو الأصناف ذات اللون البنفسجي الفائق، وتأتي أزهاره على شكل سنابل أو حزم كركوشية، ما يجعله حاضرًا في كل استخدام، من نكهة مميزة في الأطباق والسلطات إلى بذور يتم نقعها، لتصبح جزءًا من مشروب شربات الورد البارد.

قيمة اقتصادية

شدد الشيخ على أن المشموم يُستخدم في التداوي الشعبي وكمسحة مطهرة للجروح، فهو يوحد الفرح وألم الجروح، وكل هذه الاستخدامات تفتح آفاقا تسويقية ذكية عبر متاجر المنتجات التراثية والأسواق المتخصصة وبيع الشتلات في المشاتل المحلية، محولاً بذلك القيمة العاطفية إلى قيمة اقتصادية، بينما تبقى الذاكرة الشعبية هي السجل الأكثر صدقًا، لذا لم يكن غريبًا أن يصبح المشموم بطل الأهازيج والأغاني الشعبية التي ترددها الأجيال، والتي تتغنى برائحته الجذابة، وهذا الارتباط العاطفي هو أقوى أداة تسويقية له، حيث يمكن تسويق المشموم ومنتجاته المشتقة كتذكار حساوي أصيل يحمل عبق الذاكرة والتراث.

مارس وأبريل

بدوره، أبان المهندس الزراعي أحمد العامر أن المشموم هو نبات عشبي يشتهر برائحته الزكية، ويُستخدم في الزينة والطب الشعبي، وكعشبة توابل في المطبخ، ويتميز بأوراقه الخضراء الكثيفة وأزهاره البنفسجية الصغيرة، وهو نبات متعدد الاستخدامات، وله فوائد صحية مختلفة، ورائحته فواحة وجذابة، ويمكن وضعه في مزهريات على طاولات المنزل وغرف النوم، ويُزرع في الحدائق والممرات كعنصر جمالي، ويُستخدم كنكهة في الأطباق، ويضيف نكهة مميزة إلى الطعام. ومن استخداماته الطبية في الطب الشعبي بنزلات البرد والالتهابات، وله خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة وفيتامينات مفيدة لصحة الجسم، ويفضل نموه في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس فترات طويلة، ويتطلب تربة جيدة، وتتم زراعته في مارس وأبريل.

الوطن المصدر: الوطن
شارك

الأكثر تداولا اسرائيل دونالد ترامب حماس

حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا