تتجاوز إنجازات وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية حدود الجوائز والمراكز المتقدمة، لتعكس واقعًا مؤسسيًا متكاملًا بُني على إستراتيجيات واضحة وجهود تراكمية تستند إلى أثر ملموس، سواء في مستوى الخدمات المقدمة للمستفيدين أو في اتساع نطاق المبادرات التنموية التي تقودها الوزارة ضمن مستهدفات رؤية السعودية 2030.
فمع إعلان الوزارة فوزها بعدد من الجوائز المرموقة، يأتي في مقدمتها جائزة الشارقة للاتصال الحكومي 2025 عن فئة "أفضل الحملات للتأثير الإيجابي في وعي وممارسات الشباب"، وجائزة "أفضل منظومة اتصال متكاملة"، يتأكد أن الاتصال المؤسسي في الوزارة لم يعد مجرد أداة دعم، بل أصبح جزءًا أصيلًا من صناعة الأثر المؤسسي، ومنظومة متكاملة تواكب تحولات الوزارة وتدعم أولوياتها الوطنية.
ويبرز في هذا السياق نموذج حملة "وعد"، الحملة الوطنية للتدريب، التي شكّلت نقطة تحول في تعزيز جاهزية الكوادر الوطنية من خلال فرص تدريبية واسعة النطاق تجاوزت في نسختها الأولى 1.3 مليون فرصة خلال نصف المدة الزمنية المحددة. فيما تستهدف النسخة الثانية نحو 3 ملايين فرصة تدريبية، إلى جانب إطلاق مبادرات نوعية تُعزز من تنافسية المواطن السعودي في سوق العمل، وتكرّس الشراكة مع القطاع الخاص في بناء رأس المال البشري.
هذه الجوائز لم تكن وليدة لحظة، بل امتداد لمشاركات الوزارة المتواصلة منذ عام 2022، حيث سجلت حضورها الأول بتحقيق جائزتين في أول مشاركة، تلاها التميز في مبادرات تمكين المرأة والعمل التطوعي، ثم تأهلها في عام 2024 إلى القائمة النهائية لفئة تستهدف الشباب، ما يعكس تطورًا متسقًا في الأداء الاتصالي من حيث النوع، والتأثير، والاستدامة.
كما أن هذا التميز الاتصالي ترافق مع إنجازات مؤسسية كبرى، في مقدمتها حصول الوزارة على المستوى الذهبي في جائزة الملك عبدالعزيز للجودة لعام 2025، اعترافًا بتطبيقها أعلى معايير التميز المؤسسي وجودة الخدمات. وفي عام 2024، نالت الوزارة جائزة التميز الحكومي العربي كأفضل وزارة عربية، وهو تكريم يعكس النضج المؤسسي المتحقق ونجاح الوزارة في ترسيخ ثقافة الابتكار وحوكمة الأداء.
وعلى المستوى الدولي، أحرزت الوزارة تصنيف 5 نجوم في نموذج التميز الأوروبي لعام 2023، لتكون بذلك أول وزارة عربية في الشرق الأوسط تنال هذا التصنيف، كما واصلت ريادتها بتحقيق المركز الأول على مستوى الوزارات في مؤشر التحول الرقمي، ونالت درع الاستحقاق الذهبي في برنامج "رواد الاستحقاق المحاسبي"، إلى جانب شهادات تميز في مجالات متعددة، من أبرزها: توظيف التقنيات الناشئة، وخدمة الأشخاص ذوي الإعاقة، ما يعكس تنوع محاور التميز المؤسسي واستهدافها شمولية الأثر.
وتكشف هذه المنجزات عن تحول نوعي في الأداء الحكومي، تنقله الوزارة من حيز التنفيذ الإداري إلى فضاء التأثير المجتمعي، مستندة إلى سياسات فعالة، وممارسات احترافية، وقيم مؤسسية تركز على تحسين تجربة المستفيدين، وتعزيز الشفافية، ورفع كفاءة الإنفاق، وتمكين رأس المال البشري.
وبينما تتسارع وتيرة التحول الوطني، تواصل وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية ترسيخ دورها ككيان قيادي في مشهد التميز المؤسسي والاتصال الحكومي، تجسيدًا لرؤية إستراتيجية تجعل من كل مبادرة لبنة في بناء مستقبل أكثر كفاءة وعدالة واستدامة.