في زمنٍ تتسارع فيه التكنولوجيا وتخطف الشاشات الصغيرة أنظار الشباب بألوانها المبهرة ومقاطعها القصيرة، يطرح سؤال مهم نفسه: كيف يمكن أن نصالح الأجيال الجديدة مع الكتاب ونزرع فيهم شغف القراءة من جديد؟
كان هذا محور مقال الكاتب الصحفي محمد الهاجري بعنوان "كيف نصالح الأجيال الجديدة مع قراءة الكتب؟"، في صحيفة "اليوم"، إذ أكد أن الكتاب يواجه تحديًا حقيقيًا للحفاظ على مكانته "كرفيق دائم للإنسان في عصر السرعة".
ويقول الهاجري إن الكتاب ليس مجرد أوراق مطبوعة، بل "جليس يُؤنس الوحدة، ونافذة على عوالم بعيدة، ووعاء للقيم والذاكرة"، مشددًا على أن قيمته لم تتغير عبر التاريخ، سواء كان ورقيًا أو رقميًا.
ويرى أن المشكلة ليست في الوسيلة، بل في غياب الرغبة وإضعاف الشغف، موضحًا أن التقنية ليست خصمًا للكتاب، بل يمكن أن تتحول إلى جسر جديد للقراءة عبر المكتبات الرقمية، والكتب الصوتية، والتطبيقات التفاعلية.
ولمصالحة الجيل الجديد مع الكتاب، يقترح الكاتب حلولًا عدة، منها التربية بالقدوة عبر رؤية الأبناء لآبائهم يقرأون، والدمج الذكي بين القراءة والتقنية، إضافة إلى المبادرات المجتمعية مثل نوادي القراءة والأنشطة الثقافية، وربط القراءة بالهوية الوطنية والقيم. كما يؤكد أن المدرسة والجامعة إذا جعلتا القراءة مشروعًا ممتدًا، فسوف تُخرّجان جيلًا يرى في الكتاب صديقًا لا غنى عنه.
ويختم الهاجري مقاله بالتشديد على أن "القراءة في زمن الرقمنة ليست معركة بين الورق والشاشة، بل بحث عن التوازن بين الأصالة والمعاصرة"، مضيفًا: "الكتاب ورقيًا أو إلكترونيًا هو البوصلة التي تحفظ للإنسان عقله ووعيه وكرامته".