في لقطة نادرة من قلب محمية شرعان الطبيعية، وثّق المصور علي العنزي أحد أروع مشاهد الحياة البرية، حيث التقط صورًا مدهشة لذئب وهو يمارس دوره الطبيعي في التوازن البيئي، خلال شهر رمضان، المشهد الذي التقط بدقة عالية، يعكس الدور الحيوي للمحميات في حماية النظم البيئية وتعزيز التنوع الحيوي.
وتعد محمية شرعان إحدى أهم المحميات الطبيعية في المملكة العربية السعودية، حيث تمتد على مساحة 1,500 كيلومتر مربع، وتشكل جزءًا رئيسيًا من جهود مشروع العُلا للحفاظ على البيئة واستعادة النظام البيئي المتوازن في المنطقة، وتحتضن المحمية أنواعًا عديدة من الحيوانات البرية مثل الذئب العربي، والمها العربي، والغزال، وغيرها مما يجعلها نموذجًا رائدًا في جهود الحفاظ على الحياة البرية.
وتجسد الصور التي التقطها العنزي حقيقة التوازن البيئي، حيث يلعب كل كائن دورًا مهمًا في استدامة النظام الطبيعي. فالذئب، بصفته أحد أهم المفترسات في المنطقة، يساعد في ضبط أعداد الفرائس مثل الغزلان والأرانب البرية، مما يمنع الإخلال بالنظام البيئي. ويؤكد العلماء أن وجود المفترسات الطبيعية يُسهم في تحقيق توازن بيولوجي يمنع الانتشار غير المنضبط لبعض الأنواع، ويحافظ على صحة النظم البيئية.
وتمثل المحميات الطبيعية مثل شرعان حائط الصد الأول لحماية الحياة الفطرية، حيث تُسهم في إعادة توطين الأنواع المهددة بالانقراض، وحماية الموائل الطبيعية، وتعزيز السياحة البيئية، كما تعمل على استعادة التنوع النباتي، مما ينعكس إيجابيًا على المناخ والبيئة المحلية.
مشهد الذئب في محمية شرعان رسالة قوية حول أهمية التوازن البيئي، والحاجة إلى الحفاظ على الطبيعة بكل مكوناتها، فمن دون هذه التوازنات، تختل الأنظمة البيئية، مما يؤثر على الحياة البرية والإنسانية على حد سواء، لذا، تبقى حماية المحميات ودعم مشروعات الاستدامة ضرورة وطنية ومسؤولية جماعية للحفاظ على إرثنا الطبيعي للأجيال القادمة.