آخر الأخبار

هل تستطيع إسرائيل ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟.. هدف قديم أحياه الهجوم الصاروخي

شارك الخبر
مصدر الصورة

مع مرور الأيام، تتزايد احتمالات توجيه إسرائيل ضربة لإيران؛ انتقامًا من الهجوم الصاروخي الذي نفذته طهران بالصواريخ الباليستية قبل نحو أسبوع، والذي تعهّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بمعاقبتها عليه.

وفي ظل تزايد احتمالات الهجوم الإسرائيلي الانتقامي، يبرز السؤال حول الهدف والمدى الذي يمكن أن تصل إليه الضربة الإسرائيلية، فالحديث يدور حول توجيه ضربات إلى المنشآت النفطية الحيوية، فيما لا يستبعد بعض المراقبين توجيه ضربات إلى المنشآت النووية الإيرانية. فهل هذا ممكن؟

هدف قديم

استهداف المنشآت النووية الإيرانية هدف قديم لإسرائيل. ففي عام 2008، أجرت إسرائيل مناورات حربية واسعة، اعتبرها البعض تدريبًا على توجيه ضربات عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية.

وقد زادت الشكوك حول تلك المناورات حين صرّح المسؤولون الإسرائيليون بتصريحات واضحة في ذلك الوقت، حيث حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي حينذاك إيهود أولمرت من أن إجراءات قاسية قد تكون ضرورية لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية. كما صرح نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع الأسبق شاؤول موفاز: "يبدو أنه لا مفر من ضربة عسكرية لمنع إيران من تطوير أسلحة نووية."

لكن هذا الهدف الإسرائيلي تبدد بعد توقيع الاتفاق النووي بين مجموعة الدول الكبرى وإيران في عام 2015، والذي بموجبه تم التوصل إلى تسوية تضمن الطابع السلمي للبرنامج النووي الإيراني وإلغاء العقوبات المفروضة على طهران. إلا أنه في عام 2018، قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق، ما جدد النوايا الإسرائيلية بشأن البرنامج النووي الإيراني.

تجدد الهدف

فتح الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الباب مجددًا أمام إسرائيل لاستهداف المنشآت النووية الإيرانية؛ لمنع طهران من امتلاك أسلحة الدمار الشامل. جاءت الهجمتان الصاروخيتان على إسرائيل في أبريل الماضي وقبل أسبوع، لتجدد عزم إسرائيل على ضرب الأهداف النووية الإيرانية. يرى الكثيرون داخل إسرائيل أن الفرصة أصبحت مواتية لضرب البرنامج النووي الإيراني.

حث رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، نفتالي بينيت، بلاده صراحة على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية واستغلال الفرصة السانحة، بعد أن أصبحت إيران مكشوفة.

وكتب بينيت على حساباته في منصات التواصل الاجتماعي: "تتمتع إسرائيل الآن بأعظم فرصة لها منذ خمسين عامًا لتغيير وجه الشرق الأوسط، ويتعين علينا أن نتحرك الآن لتدمير البرنامج النووي الإيراني، ومرافق الطاقة المركزية، وشل هذا النظام الإرهابي بشكل قاتل". وأضاف: "لدينا المبرر ولدينا الأدوات. والآن بعد أن أصبح حزب الله وحماس مشلولين، أصبحت إيران مكشوفة."

تحذيرات أمريكية

ورغم النوايا الإسرائيلية الواضحة التي صرّح بها مسؤولون سابقون، إلا أن الرئيس الأمريكي جو بايدن حذّر الإسرائيليين علانية من ضرب المواقع النووية أو مواقع الطاقة، مشددًا على أن أي رد يجب أن يكون "متناسبًا" مع الهجوم الإيراني على إسرائيل الأسبوع الماضي. كما أوضح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن لنظيره الإسرائيلي يوآف جالانت أن الولايات المتحدة تريد من إسرائيل تجنب الخطوات الانتقامية التي قد تؤدي إلى تصعيد جديد من الإيرانيين.

هل إسرائيل قادرة على ضرب المنشآت النووية الإيرانية؟

تحتاج إسرائيل إلى قنابل ضخمة خارقة للتحصينات وقاذفات بي 2 القادرة على حمل تلك الذخائر؛ لإيقاع الضرر بالمنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين، حيث بنيت طهران بعضها في عمق الجبال وتحت الأرض، فضلًا عن إحاطتها ببطاريات دفاع جوي هائلة. كما تفتقر تل أبيب إلى الطائرات الحديثة اللازمة للتزود بالوقود جوًا، إذ تقع إيران على بعد آلاف الأميال من إسرائيل.

تجاهلت واشنطن على مدار العقود القليلة الماضية الطلبات الإسرائيلية المتكررة للتزود بالذخائر والقاذفات اللازمة لتخريب البرنامج النووي الإيراني. وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، فقد تجاهل الرئيس الأسبق جورج بوش الطلبات الإسرائيلية للحصول على هذه الأسلحة، وحثّ على مواصلة الدبلوماسية والتخريب والعقوبات، وليس القنابل، لإفساد البرنامج النووي الإيراني.

ما مدى تأثير الضربة الإسرائيلية المحتملة؟

المراقبون يتساءلون حول مدى الضرر الذي يمكن أن تُحدثه الضربات الإسرائيلية للبرنامج النووي الإيراني. مثل هذه الضربة قد تدفع الإيرانيين إلى تسريع وتيرة برنامجهم النووي للحصول على القنبلة النووية بشكل أسرع، ما قد يجعل العواقب أخطر وأقسى.

في حال قررت تل أبيب متابعة رغبتها في ضرب الأهداف النووية الإيرانية، فإنها ستكون بحاجة إلى تعاون أو مشاركة أمريكية فعلية في قصف تلك المنشآت النووية، الأمر الذي قد ينذر بانزلاق المنطقة إلى حرب إقليمية واسعة.

سبق المصدر: سبق
شارك الخبر

إقرأ أيضا