في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
قال السفير السوري لدى الأمم المتحدة الدكتور إبراهيم العلبي إن زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع إلى واشنطن كانت تاريخية بكل المقاييس، وتأتي نتيجة التغيرات النوعية والإنجازات التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة.
وأوضح العلبي -في حديثه للجزيرة- أن لقاء الشرع مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض لم يكن بروتوكوليا فقط، بل اتسم بالودية والمناقشات الجادة، إذ أشاد ترامب بالشعب السوري والقيادة السورية، وتبادل الطرفان الهدايا، كما جرى التركيز على عدد من الملفات العملية خلال الاجتماع الوزاري الموسع بحضور وزراء خارجية سوريا وتركيا .
وأشار السفير إلى أن أهم الملفات التي حملها الرئيس السوري إلى واشنطن تمثلت في الجانب الاقتصادي، حيث ناقش رفع العقوبات عن سوريا وإعادة بناء قدرتها التجارية، مؤكدا أن الرئيس ترامب أعرب عن استعداده للتدخل لدى الكونغرس لإنهاء ما تبقى من القيود، مشيدا بإنجازات الإدارة السورية خلال فترة قصيرة.
كما تناول الاجتماع ملف قوات سوريا الديمقراطية (قسد) واندماجها ضمن الإطار الأمني الوطني، إضافة إلى استكمال الاتفاق الأمني مع إسرائيل ، وهو ملف قال العلبي إنه بحاجة إلى جلسات إضافية لتطبيقه تقنيا، مع تأكيد الولايات المتحدة على أهمية ضمان أمن سوريا واستقرارها المزدهر.
وحول طلبات الجانب الأميركي، أوضح السفير أن اللقاء لم يكن على شكل مطالب، بل كان نقاشا إستراتيجيا مشتركا، حيث تم بحث سبل دعم سوريا الجديدة المزدهرة، ومتابعة التعاون السياسي ضمن التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، مؤكدا أن الحوار يسعى لترسيخ إطار سياسي متكامل بعد القضاء على التنظيم على الأرض.
وبخصوص الملف الإسرائيلي، بيّن العلبي أن سوريا أكدت احترام الاتفاقية الأمنية الموقعة عام 1974، ولفت إلى أن التوغل الإسرائيلي في مناطق وجود قوات الأمم المتحدة أثار القلق، مؤكّدا أن الجانب الأميركي أبدى تفهمه وضرورة الضغط على إسرائيل لضمان استمرار العملية التفاوضية، مع الحفاظ على الاستقرار في المنطقة.
واعتبر السفير السوري أن نتائج الزيارة إيجابية وناجحة، مشيرا إلى الحفاوة التي قوبل بها الرئيس السوري من الجالية السورية في الولايات المتحدة، ومشدّدا على أن الزيارة تأتي ثمرة جهود وطنية مستمرة لتعزيز العلاقات الدبلوماسية، وتؤسس لمرحلة جديدة من التوازن والتواصل مع المجتمع الدولي .
وأشار السفير إلى أن هذه الزيارة التاريخية تمثل نقطة تحول في العلاقات السورية الأميركية ، وتفتح المجال لمزيد من التنسيق في الملفات الاقتصادية والأمنية والسياسية، مع التركيز على إعادة سوريا إلى مسار ازدهارها واستقرارها.
ووصف العلبي اللقاء بأنه خطوة متقدمة في مسار إعادة سوريا إلى الحلبة الدولية، مع الالتزام بخطى ثابتة نحو بناء علاقات دبلوماسية متوازنة، مؤكّدا أن نجاح الزيارة يعكس صمود السوريين وقدرتهم على تحويل محنتهم إلى إنجازات ملموسة على الأرض.
وكان الشرع عقد أمس الاثنين محادثات مع ترامب، في أول زيارة لرئيس سوري إلى واشنطن منذ استقلال سوريا عام 1946، وذلك بعد أيام من شطب اسم الشرع من قوائم الإرهاب الأميركية والدولية.
وأفاد بيان للبيت الأبيض بأن الاجتماع بين الزعيمين بدأ ظهر اليوم، من دون الإفصاح عن تفاصيل المباحثات التي توقعت مصادر دبلوماسية أن تتركز على ملفات الأمن الإقليمي، والعلاقات الثنائية، ومستقبل الوجود العسكري الأميركي في سوريا.
ويأتي اللقاء تتويجا لعام مفصلي في تاريخ سوريا الحديث، إذ صعد الشرع (43 عاما) إلى السلطة أواخر العام الماضي بعد الإطاحة ببشار الأسد ، وقاد تحولات داخلية وخارجية جذرية أعادت بلاده إلى الساحة الدولية، مبتعدا عن محور طهران وموسكو ، ومقتربا من واشنطن وأنقرة ودول الخليج.
وكانت الخارجية الأميركية أشادت الجمعة الماضي بما وصفته "تقدّما ملحوظا" في سلوك القيادة السورية الجديدة، مشيرة إلى تعاونها في التخلص من بقايا الأسلحة الكيميائية والمساعدة في كشف مصير مواطنين أميركيين مفقودين في سوريا.
من جانبه، أثنى ترامب في تصريحات سابقة على "شجاعة" الشرع، قائلا إن "سوريا تمر بمرحلة معقدة، لكنه (الشرع) يتعامل معها بوصفه رجل دولة حقيقيا". وأضاف أن إدارته تعمل مع الكونغرس لرفع بعض العقوبات، في حين يبقى إلغاء قانون قيصر لعام 2019 رهنا بموافقة تشريعية لاحقة.
وتشير تقارير دبلوماسية إلى أن واشنطن تتوسط حاليا في محادثات غير معلنة بين سوريا وإسرائيل حول "ترتيبات أمنية جديدة" على الحدود الجنوبية، في وقت تتحدث فيه مصادر سورية عن تعاون استخباري متزايد مع الولايات المتحدة في مكافحة تنظيم الدولة الإسلامية.
المصدر:
الجزيرة