في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي
في مقال رأي نشرته صحيفة هآرتس العبرية، تساءل الكاتب الإسرائيلي كوبي نيف عن سر حب الإسرائيليين لبعض الشخصيات الغربية المعروفة بمواقفها المعادية لليهود، لمجرد أنها تُظهر دعما قويا لدولة إسرائيل .
ومن الأمثلة البارزة -وفقا للكاتب- الناشط الأميركي اليميني الراحل تشارلي كيرك ، الذي وصفه الكاتب بأنه "شخص حقير" ينتمي للتيار المتطرف الذي يؤمن بـ"تفوق العرق الأبيض"، ومع ذلك نال إعجاب كثير من الإسرائيليين، لأنه كان يعلن حبه لإسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أن كيرك لم يتردد في التعبير عن آرائه المعادية لليهود، إذ قال إنهم يسيطرون على الجامعات والسينما والمنظمات غير الربحية، ووصفهم بأنهم القوة الداعمة للسياسات "الراديكالية والنيوليبرالية"، كما قال في إحدى المناسبات إن الإجهاض أسوأ من الهولوكوست.
ويعبّر الكاتب عن استغرابه من أن يحظى كيرك بكل تلك الشعبية لدى قطاع واسع من الإسرائيليين، رغم هذا الخطاب المعادي للسامية، فقط لأنه أعلن دعمه لدولة إسرائيل.
وأضاف الكاتب أن الأمر لا يقتصر على كيرك، فالرئيس الأميركي دونالد ترامب ، الذي يُعد من أبرز حلفاء إسرائيل، أطلق بدوره تصريحات تحمل طابعا معاديا للسامية، رغم أن صهره جاريد كوشنر يهودي.
ونقل الكاتب عن ترامب قوله في إحدى المناسبات إنه "يرغب في أن يكون المحاسبون الذين يعدّون أمواله رجالا قصار القامة يضعون القلنسوة اليهودية"، كما استخدم تعبير "شايلوك"، وهو شخصية يهودية جشعة في إحدى أشهر مسرحيات شكسبير ، لوصف المصرفيين اليهود.
ومع ذلك، يحظى ترامب بمكانة شبه أسطورية لدى كثير من الإسرائيليين الذين يرونه "مسيحا مخلصا"، حسب تعبير الكاتب.
ويتساءل الكاتب: "هل يحب الإسرائيليون هؤلاء الأشخاص فقط لأنهم يدعمون إسرائيل، أم أن هناك تقاطعات أعمق بين رؤاهم ورؤى التيار الصهيوني نفسه؟".
يؤكد الكاتب أن الصهاينة وأعداء السامية التقوا تاريخيا في هدف مشترك وهو إخراج اليهود من أوروبا، إذ أراد المعادون لليهود التخلص منهم، بينما كانت الحركة الصهيونية تسعى إلى دفعهم نحو الهجرة إلى فلسطين .
ومن هنا برز مفهوم "يهود الشتات" في الفكر الصهيوني، والذي كرّس نظرة دونية لليهود الذين بقوا في أوروبا، واعتبرهم "ضعفاء" أو مجرد "غثاء بشري"، مقابل صورة "اليهودي الجديد" الذي ذهب للدفاع عن دولة إسرائيل.
ويشير الكاتب إلى أن هذه الخلفية تفسر سر التقارب بين الفكر الصهيوني ومعاداة السامية ، ويوضح سبب انجذاب قطاعات واسعة من اليمين الإسرائيلي إلى شخصيات عنصرية، مثل كيرك أو ترامب، رغم تصريحاتهم العلنية التي تعبر عن كراهية لليهود.
ويرى الكاتب أن هناك مفارقة صارخة، ففي الوقت الذي يهاجم فيه الصهاينة عددا من المثقفين اليهود في الغرب، مثل هانا أينبيندر التي انتقدت جرائم إسرائيل في غزة خلال حفل جوائز "إيمي"، ويصفونهم بأنهم "يهود شتات تقدميون"، يتم تمجيد شخصيات معادية لليهود، لأنها تؤيد دولة إسرائيل.
ويرى الكاتب أن هذه المفارقة تكشف عن عمق التناقضات داخل المجتمع الإسرائيلي، حيث يُقدَّم الولاء لإسرائيل على أي قيمة أخرى، حتى لو كان الثمن هو التحالف مع من يكرهون اليهود ويعادون السامية.