🚢⛵⚓| وزارة المواصلات تدعو ملاك الوسائط البحرية من الأفراد أو الشركات إلى وقف جميع حركة الملاحة البحرية (تأجير، نزهة، سياحة، صيد) من مطار حمد الدولي إلى الواجهة البحرية في مدينة لوسيل
🔹يوم غدٍ السبت من 9:00 مساء
🔹إلى يوم الاثنين 9:00 مساء#مرسال_قطر | #قطر 🇶🇦 pic.twitter.com/mVyAfCxqVm— مرسال قطر (@Marsalqatar) September 12, 2025
الدوحة- تشهد العاصمة القطرية أجواء استثنائية مع انطلاق الاستعدادات المكثّفة للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي تعقد غدا الاثنين.
وتأتي القمة في لحظة فارقة، بعد الاعتداء الإسرائيلي الأخير على دولة قطر ، والذي مثل صدمة غير مسبوقة على المستويين العربي والدولي، بالنظر إلى استهدافه مقرات سكنية لعدد من قادة حركة حماس داخل الدوحة.
ومع وصول مئات الإعلاميين والمراسلين من مختلف أنحاء العالم العربي والإسلامي، إضافة لممثلي وكالات الأنباء العالمية الكبرى، بدا المركز الإعلامي المخصص للتغطية أشبه بخلية نحل، حيث يتبادل الصحفيون التحليلات والتوقعات حول مخرجات القمة، وسط تأكيدات مراقبين أن هذا الحدث لا يقتصر على كونه لقاء دبلوماسيا تقليديا بل يشكل لحظة تاريخية قد تعيد رسم ملامح الموقف العربي والإسلامي من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة.
ولم يقتصر الأمر على الاستعدادات اللوجستية، إذ اتخذت في الدوحة سلسلة من الإجراءات الأمنية والتنظيمية غير المسبوقة، في ظل مشاركة واسعة من القادة العرب والمسلمين، بينهم ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء حكومات.
وفي هذا الإطار، دعت وزارة المواصلات القطرية جميع ملاك الوسائط البحرية من أفراد وشركات إلى وقف حركة الملاحة على امتداد المنطقة الواقعة من مطار حمد الدولي حتى الواجهة البحرية في مدينة لوسيل، وذلك اعتبارا من مساء السبت وحتى مساء الاثنين، وهو إجراء يعكس حجم الاستعدادات الأمنية المحيطة بالقمة.
كما قررت اللجنة المنظمة تخصيص مركز إعلامي منفصل عن مقر القمة، بعد أن تبين حجم الإقبال الإعلامي الكبير على تغطية الحدث، إذ تجاوز عدد طلبات الاعتماد الصحفي الألف من مختلف القارات، ويعكس هذا الاهتمام حجم الترقب الدولي لنتائج القمة، خاصة أنها تعقد في توقيت بالغ الحساسية.
#قنا_فيديو |
تضامن دولي واسع مع دولة #قطر عقب العدوان الإسرائيلي الغادر الذي استهدف مقرات سكنية في العاصمة #الدوحة#قنا pic.twitter.com/mSBLy4mFEI— وكالة الأنباء القطرية (@QatarNewsAgency) September 13, 2025
ويعقد وزراء خارجية الدول العربية والإسلامية -اليوم- اجتماعا تحضيريا، لبحث مشروع البيان الختامي الذي سيعرض غدا على القادة.
وتؤكد المصادر أن البيان سيشدد على الإدانة الواضحة للاعتداء الإسرائيلي، وسيبرز التزاما جماعيا بالتضامن مع قطر والدفاع عن سيادتها، إلى جانب بحث آليات عملية للرد على الاعتداءات المتكررة التي تمس الأمن القومي العربي والإسلامي.
وقال المتحدث باسم الخارجية القطرية الدكتور ماجد الأنصاري إن انعقاد القمة الطارئة "يحمل دلالات سياسية عميقة، ويعكس التضامن العربي والإسلامي الواسع مع قطر" مشددا على أن الحضور الرفيع للقادة والزعماء يمثل "ردا عمليا على الإرهاب الذي تمارسه إسرائيل وسياسة الاعتداءات التي لا تفرق بين المدنيين والمقار الرسمية".
أما المستشار جمال رشدي المتحدث باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية ، فأوضح في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن القمة "تعبر عن موقف جماعي رافض للعدوان الإسرائيلي الغاشم، وتؤكد أن العرب والمسلمين يقفون صفا واحدا مع قطر دفاعا عن سيادتها وصونا لأمنها القومي".
وأضاف أن هذه اللحظة "تمثل اختبارا حقيقيا لمدى قدرة الأمة على ترجمة مواقفها إلى خطوات عملية في مواجهة السياسات العدوانية".
لا يقتصر جدول أعمال القمة على مناقشة الاعتداء الإسرائيلي على قطر، بل يتجاوز ذلك ليعيد التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها جوهر الصراع في المنطقة.
وقالت مصادر دبلوماسية للجزيرة نت إن القادة سيناقشون سبل تفعيل أدوات الضغط السياسي والدبلوماسي على الساحة الدولية، من خلال تنسيق المواقف في الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، بما يضمن صوتا عربيا وإسلاميا موحدا يطالب بالعدالة وإنهاء سياسة الإفلات من العقاب التي تتمتع بها إسرائيل منذ عقود.
وفي المركز الإعلامي، عبر عدد من الصحفيين والمراسلين عن قناعتهم بأن مجرد انعقاد القمة في الدوحة، بعد أيام قليلة من الاعتداء، يحمل في حد ذاته رسالة قوية بأن قطر ليست وحدها.
وقال موريتس بيرندت مراسل إذاعة "إيه آر دي" (ARD) الألمانية للجزيرة نت إن القمة "تكتسب أهمية استثنائية، كونها تأتي بعد 3 أشهر فقط من هجوم إيراني على الدوحة" معتبرا أن العالم يترقب بجدية ما إذا كان الرد العربي والإسلامي هذه المرة سيكون مختلفا وأكثر فاعلية.
وأشار بيرندت إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش وصف الاعتداء الإسرائيلي الأخير بأنه "انتهاك صارخ للقانون الدولي ولسيادة قطر" وهو ما يعكس حجم الصدمة التي أحدثها في المجتمع الدولي ، مؤكدا أن هذه اللحظة تشكل اختبارا لمدى جدية العرب والمسلمين في حماية أمنهم الجماعي.
ومن جانبه، قال أشرف صديقي مراسل صحيفة "آسيا تليغراف" في قطر إن القمة "تجسد مكانة قطر المتزايدة على الساحة الدولية، باعتبارها دولة لعبت أدوارا محورية في الوساطة والتسويات السياسية، خصوصا بطلب مباشر من الولايات المتحدة وإسرائيل في ملفات حساسة".
واعتبر صديقي -في حديث للجزيرة نت- أن استهداف دولة تقوم بهذا الدور "أمر غير إنساني وغير قابل للتصديق" مشيرا إلى أن انعقاد القمة بالتوازي مع جلسة مجلس الأمن الأخيرة "يعكس خطورة الموقف والتوقعات العالية من المجتمع الدولي تجاه رد جماعي عربي إسلامي".
ولا ينظر المراقبون إلى القمة باعتبارها مجرد اجتماع طارئ، بل بوصفها لحظة فاصلة قد تحدد اتجاه العلاقات الإقليمية والدولية في المرحلة المقبلة.
ففي الوقت الذي تحاول فيه إسرائيل فرض معادلات جديدة بالقوة، يراهن الكثير من المراقبين على أن تشكل هذه القمة بداية تحول في طبيعة الرد العربي والإسلامي، بما يضع حدا لتكرار الاعتداءات على الدول وسيادتها.
ويرى صحفيون تحدثوا للجزيرة نت أن "الموقف الموحد المتوقع في الدوحة قد يفتح الباب أمام إعادة بناء ثقة الشعوب العربية والإسلامية بمؤسساتها السياسية، ويؤكد أن زمن الاكتفاء بالإدانات اللفظية قد ولى".