نفّذ أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، زيارة إلى لبنان التقى خلالها الرئيس اللبناني جوزاف عون، ورئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، والأمين العام لحزب الله نعيم قاسم.
ويأتي هذا عقب أيام من موافقة مجلس الوزراء اللبناني على تكليف الجيش بوضع خطة تطبيقية لنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، الأمر الذي اعتبره الحزب "خطيئة كبرى"، وأعلن أنه سيتعامل معه "كأنه غير موجود".
وقال الرئيس اللبناني للاريجاني، إنه من غير المسموح لأي جماعة في لبنان حمل السلاح أو الاعتماد على مساندة طرف خارجي.
وأضاف في بيان صدر عن مكتبه "نرفض أي تدخل في شؤوننا الداخلية من أي جهة"، موضحاً أن "لبنان الذي لا يتدخل مطلقاً بشؤون أي دولة أخرى ويحترم خصوصياتها ومنها إيران، لا يرضى أن يتدخل أحد في شؤونه الداخلية".
وبيّن أن لبنان منفتح على التعاون مع إيران لكن في حدود السيادة الوطنية والاحترام المتبادل.
وأشار عون إلى تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين بشأن نزع سلاح حزب الله، ووصفها بأنها "لم تكن مفيدة".
وجدد تأكيده أن "الدولة اللبنانية مسؤولة من خلال مؤسساتها الدستورية والأمنية عن حماية كافة المكونات اللبنانية، وأي تحدٍ يأتي من العدو الإسرائيلي أو من غيره، هو تحدٍ لجميع اللبنانيين وليس لفريق منهم فقط، وأهم سلاح لمواجهتها هو وحدة اللبنانيين".
رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام، وافق الرئيس بانتقاده تصريحات بعض المسؤولين الإيرانيين، وقال "التصريحات الأخيرة لبعض المسؤولين الإيرانيين مرفوضة شكلاً ومضموناً. فهذه المواقف، بما انطوت عليه من انتقاد مباشر لقرارات لبنانية اتخذتها السلطات الدستورية في البلاد، ولا سيما تلك التصريحات التي حملت تهديداً صريحاً، تشكل خروجاً صارخاً عن الأصول الدبلوماسية وانتهاكاً لمبدأ احترام السيادة المتبادل".
وأضاف "لبنان لن يقبل، بأي شكل من الأشكال، التدخل في شؤونه الداخلية، ويتطلع إلى التزام الجانب الإيراني الواضح والصريح بهذه القواعد"، مشدداً على أن "قرارات الحكومة اللبنانية لا يُسمح أن تكون موضع نقاش في أي دولة أخرى".
وأكّد أن "أي علاقة مع لبنان تمر حصراً عبر مؤسساته الدستورية، لا عبر أي فريق سياسي أو قناة موازية".
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قال الأسبوع الماضي، إن طهران تدعم أي قرار يتخذه حزب الله -بعد رفضه قرار تجريده من سلاحه-، مضيفاً أن هذه ليست المحاولة الأولى لتجريد الحزب من ترسانته.
وانتقد علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني، تحرك الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله، متسائلاً "إذا ألقى حزب الله سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وممتلكاتهم وشرفهم؟".
بدوره، أكّد لاريجاني أن بلاده تدعم سيادة لبنان ولا تتدخل في قراراته.
وقال بعد محادثات منفصلة مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يقود حركة أمل حليفة حزب الله: "نحترم أي قرار تتخذه الحكومة اللبنانية بالتشاور مع المقاومة"، في إشارة إلى حزب الله.
وأضاف "إيران لم تطرح أي خطة على لبنان، لكن الولايات المتحدة هي من فعلت ذلك، من يملي الخطط والمواعيد النهائية هو من يتدخل في الشؤون اللبنانية".
وأردف يقول إن على لبنان ألا "يخلط بين أعدائه وأصدقائه، عدوكم هو إسرائيل، وصديقتكم هي المقاومة. أوصي لبنان بأن يقدر دائماً قيمة المقاومة".
وقدمت الولايات المتحدة خطة عبر مبعوثها إلى المنطقة توماس باراك تحدد أكثر الخطوات تفصيلاً حتى الآن لنزع سلاح حزب الله.
وعقب اللقاء الذي جمع لاريجاني بأمين عام حزب الله نعيم قاسم، جدد الأخير شكره "للجمهورية الإسلامية الإيرانية على دعمها المتواصل للبنان ومقاومته ضدّ العدو الإسرائيلي، ووقوفها إلى جانب وحدة لبنان وسيادته واستقلاله".
وأكّد حزب الله في بيان "العلاقات الأخوية بين الشعبين اللبناني والإيراني".
استقبل لاريجاني لدى وصوله مطار بيروت وفدان من حزب الله وحليفته حركة أمل وممثلون عن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين، إضافة إلى ممثل عن وزارة الخارجية.
وتجمّع العشرات من مناصري حزب الله على طريق المطار لدى مرور موكب لاريجاني الذي ترجّل لوقت قصير من سيارته لإلقاء التحية عليهم، وقد نشر مقتطفات من التجمع عبر حسابه الرسمي في منصة "إكس".
وتباينت ردود الفعل اللبنانية حول الزيارة. فمنهم من رحّب بلاريجاني على منصات التواصل كما فعل العشرات من مناصري حزب الله على طريق المطار، ومنهم من اعتبر أن الزيارة بحد ذاتها تعتبر تدخلاً في الشأن الداخلي اللبناني.