منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018، وإيران مستمرة في التقدم في برنامجها النووي. ويخشى الخبراء الآن أن تستخدم طهران وضعها النووي المحتمل كوسيلة لردع أعدائها، وفقا لتقرير أخير نشرته "واشنطن بوست".

وأصدر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحذيرا صارما بعد الهجوم الصاروخي الأخير لإيران على إسرائيل، قائلا: "إيران ارتكبت خطأ كبيرا، وستدفع ثمنه".

وقال ديفيد أولبرايت، رئيس معهد العلوم والأمن الدولي، لواشنطن بوست: "إذا لم يكن محور المقاومة فعالا، فإن الردع النووي قد يكون الخيار الوحيد".

إلى جانب ذلك، أكد تقرير صادر عن مكتب مدير المخابرات الوطنية الأميركية في فبراير أن إيران قد تكون قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب لصنع قنبلة نووية في غضون أيام، على الرغم من أن تطوير رأس نووي يعتمد على عوامل أخرى قد يتطلب وقتا أطول.

ومع تصاعد التوترات، يتوقع بعض الخبراء أن إسرائيل قد تستهدف المنشآت النووية الإيرانية في ردها على الهجوم الصاروخي.

وفقا لتحليل نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم"، تشير التقديرات إلى أن تدمير حزب الله، الذي يُعتبر "الملك" على رقعة الشطرنج الإيرانية، يترك إيران مكشوفة، مما يمنح إسرائيل فرصة نادرة لتوجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية.

كل تلك العوامل، تشير وفقا لواشنطن بوست، إلى احتمالية التسارع الإيراني في العمل على "تجهيز ضربة نووية"، تمثل الورقة الأخيرة بيد إيران.

أسبوع واحد فقط

وقال مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، أمس الاثنين، إنه لا يوجد دليل على أن إيران قررت بناء سلاح نووي، وإذا فعلت ذلك، فمن المرجح أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها من اكتشاف مثل هذه الخطوة بعد وقت قصير من اتخاذها.

وفي حديثه في مؤتمر سيفر بريف الأمني في سي آيلاند بولاية جورجيا، قال بيرنز إن إيران تقدمت ببرنامجها النووي من خلال تخزين اليورانيوم المخصب إلى مستويات قريبة من مستويات الأسلحة. ونتيجة لهذا، يمكن لإيران تأمين ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة ذرية إذا اختارت ذلك، وسيكون هناك وقت أقل للعالم الخارجي للرد، كما قال.

وقال بيرنز عن المرشد الإيراني علي خامنئي: "لا، لا نرى اليوم أدلة على أن المرشد قد عكس القرار الذي اتخذه في نهاية عام 2003 بتعليق برنامج التسلح"، وفقا لشبكة إن بي سي الإخبارية الأميركية.

وقال إن إيران طورت وسائل توصيل وإطلاق لسلاح نووي محتمل من خلال بناء ترسانتها الصاروخية، مضيفا أنه منذ انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى الكبرى في عام 2018، أصبحت طهران "في وضع أقرب بكثير لإنتاج قنبلة من المواد المخصبة لسلاح واحد".

وأوضح أنه عندما كان الاتفاق النووي ساري المفعول، كان الأمر سيستغرق من إيران أكثر من عام لتجميع ما يكفي من اليورانيوم عالي التخصيب لصنع قنبلة نووية.

 وقال بيرنز: "الآن ربما يستغرق الأمر أسبوعًا أو أكثر قليلاً لإنتاج قنبلة واحدة من المواد الصالحة للأسلحة. لذا فقد زادت المخاطر".

وتختلف التقديرات بشأن المدة التي قد تستغرقها إيران لبناء سلاح نووي قابل للتطبيق بمجرد حصولها على ما يكفي من المواد الانشطارية. ويقول بعض الخبراء إن الأمر قد يستغرق ما يصل إلى عام لإنتاج رأس حربي.

وتابع بيرنز قائلا: "أعتقد أننا واثقون إلى حد معقول من أننا سنكون قادرين على رؤية ذلك في وقت مبكر نسبيًا من خلال العمل مع أصدقائنا وحلفائنا. لكن.. الخطر الأعظم في أحد الجوانب هو أن الإطار الزمني قد تم ضغطه بطرق تخلق تحديات جديدة لنا".