ترى الكاتبة باولا ثيلين، العضو في مجلس التمويل بـ"فوربس" والمديرة التنفيذية لشركة "ثيلين آند أسوشيتس"، أن مرحلة الثلاثينيات من العمر تمثل منعطفا ماليا خطيرا، حيث تتقاطع فيها التحديات المهنية والعائلية مع قرارات الاستثمار والاستهلاك.
وفي مقال نشرته مجلة فوربس، أكدت ثيلين أن هذه الفترة "هي سنوات تأسيس العادات المالية الصحية، وبناء الاحتياطات، ورسم خارطة طريق للمستقبل".
أول المواقف التي تشدد ثيلين على أهميتها هي لحظة تغيير الوظيفة أو الحصول على ترقية. فمثل هذه التحولات، كما تقول، "لا تؤثر فقط على ميزانية الأسرة والادخار، بل تفرض تعديلات على المساهمات الاستثمارية أو الإستراتيجية الضريبية".
وتوضح أن الاستشارة المالية من ذوي الخبرة تساعد على تقييم مزايا العمل الجديدة مثل خطط التقاعد أو خيارات الأسهم، كما يمكنها توجيه الراغبين في تأسيس عمل جانبي نحو الهيكلية القانونية الأنسب.
في الثلاثينيات يتزوج كثيرون أو ينجبون الأطفال، وهنا لا بد من الاستشارة بحيث تأتي للعب دور الوسيط الموضوعي لتنسيق الأهداف بين الشركاء. وتشير الكاتبة إلى أن هذه المرحلة تستدعي إعداد وصايا أو خطط وصاية للأطفال، والتأكد من تحديث أسماء المستفيدين في الحسابات المختلفة وهو ما ينعكس على مستقبل العائلة بطريقة أفضل.
ترى ثيلين أن هذه المرحلة العمرية تمثل سنوات سداد الديون وشراء الأصول الكبرى مثل المنازل أو العقارات الاستثمارية. لكنها تحذر من صعوبة الموازنة بين هذه الأهداف مع قيود الدخل.
وتقول إن الاستشارة المالية هنا "تحدد أفضل طرق وتوقيت لسداد القروض أو إعادة تمويلها، وتساعد في اختيار الرهن العقاري المناسب، كما تقدم خططا لإدارة التدفق النقدي الأسري استعدادا للمواسم ذات الإنفاق المرتفع".
تلفت الكاتبة إلى أن هناك مواسم يصبح فيها المال في صدارة الاهتمام، مثل موسم الضرائب أو فترات تقلب سوق الأسهم. وهنا توفر الاستشارة المالية، وفق تعبيرها، "طمأنينة ونظرة تحليلية حول ما إذا كان التنويع الاستثماري كافيا، أو ما إذا كانت هناك فرص شراء ينبغي استغلالها، أو أن الأفضل الانتظار وتجاوز التقلبات".
تؤكد ثيلين أن الخطط المالية يجب أن تكون مرنة، إذ تتبدل الظروف والأهداف باستمرار. فقد يختار أحدهم التوقف عن العمل للتفرغ للأبناء، أو تعديل سن التقاعد، أو تغيير مكان المعيشة.
وتقول الكاتبة إن الاستشارة الجيدة من ذوي الاختصاص والخبرة "تساعد على إعادة ضبط الخطة بما يتماشى مع هذه المتغيرات لضمان استمرار التوازن المالي".
وتختم الكاتبة بالتنبيه إلى ضرورة اختيار الأشخاص الذين نستشيرهم بعناية، مشددة على أن "الاستشارة المثالية ترشد للأفضل وتقلل المخاطر".