آخر الأخبار

في منغوليا.. اكتشاف أقدم ديناصور برأس قببي في العالم

شارك

في حال واجهت مشكلة في مشاهدة الفيديو، إضغط على رابط المصدر للمشاهدة على الموقع الرسمي

في قلب صحراء غوبي القاحلة في منغوليا، عثر عالم الحفريات تسوجتباتار تشينزوريج، من الأكاديمية المنغولية للعلوم والباحث المساعد في جامعة ولاية كارولينا الشمالية، على أحفورة استثنائية قد تغيّر فهمنا لتاريخ "الباكيسيفالوصورات"، وهي ديناصورات عاشبة عُرفت بجماجمها السميكة والمستديرة.

يعود الاكتشاف إلى نوع جديد أطلق عليه العلماء اسم "زافاسيفالي رينبوتشي"، وهو مزيج من كلمتي "زافا"، التي تعني "الأصل" أو "المنشأ" باللغة التبتية، و"سيفال"، التي تعني "الرأس" باللاتينية، أما "رينبوتشي"، والتي تعني الثمين باللغة التبتية فتشير إلى الجمجمة المقببة التي اكتُشفت على جرف صخري وكأنها جوهرة من حجر الكابوشون الثمين.

يُعدّ زافاسيفالي رينبوتشي أقدم نوع معروف من الباكيسيفالوصورات الغامضة حتى الآن، وقد نشرت نتائج هذا الاكتشاف في دورية نيتشر مؤخرا.

مصدر الصورة جانب من الحفريات التي وجدها العلماء (ليندسي زانو)

اكتشاف يسبق السجل الأحفوري

تشير التحاليل الجيولوجية إلى أن الصخور التي احتضنت الأحفورة تعود إلى فترة تتراوح بين 115 و108 ملايين سنة، أي إلى العصر الطباشيري المبكر، وبذلك يسبق هذا الاكتشاف أقدم أحافير الباكيسيفالوصورات المعروفة سابقا بنحو 14 إلى 15 مليون سنة، ما يوسّع الإطار الزمني لهذه السلالة.

ويُقدر طول الديناصور المكتَشف بنحو متر واحد ووزنه قرابة 6 كيلوغرامات فقط أي بحجم يقارب حجم كلب صغير، ورغم صغر حجمه، أظهرت التحاليل أن جمجمته القُببية كانت مكتملة النمو، في حين يصل طول الباكيسيفالوصورات البالغة إلى ما يزيد عن 4 أمتار وتزن أكثر من 350 كلغم.

يعد هذا الاكتشاف الأكثر اكتمالا بين جميع أحافير الباكيسيفالوصورات على الإطلاق حتى اليوم؛ فقد احتوى على جمجمة شبه كاملة، وعظام أطراف، وأجزاء من العمود الفقري والحوض، إضافة إلى أول دليل على يد كاملة لهذا النوع وذيل محفوظ بأوتار متحجرة، كما عثر في منطقة البطن على حصى هاضمة والتي كان يبتلعها الحيوان لتساعده على طحن النباتات داخل جهازه الهضمي، ما قد يشكّل سابقة نادرة لدراسة النظام الغذائي لهذه المجموعة.

إعلان

نافذة على القبة العظمية

تقول ليندسي زانو، عالمة الحفريات في جامعة ولاية كارولينا الشمالية وإحدى المشاركات في هذا البحث، في تصريح لها للجزيرة نت: "يعرف كل طفل شكل الباكيسيفالوصور، ولكن من المدهش قلة معرفتنا بتشريحه وسلوكه".

تشكّل هذه العينة حجرا أساسيا لفهم تاريخ قبة الجمجمة لدى الباكيسيفالوصور، إذ إن الأنواع الأقدم من هذه الديناصورات، أو تلك التي تعود إلى ما قبل العصر الطباشيري المتأخر، لا تزال مفقودة من السجل الأحفوري، وهو ما أثار نقاشا طويلا بين العلماء، ويتمحور الجدل حول ما إذا كان الاختلاف في شكل الجماجم المكتشفة يعكس وجود أنواع مختلفة بالفعل، أم أنه لا يعكس غير مراحل نمو مختلفة لنفس النوع، وهنا تبرز أهمية اكتشاف زافاسيفالي رينبوتشي في إلقاء الضوء على هذا اللغز.

تستفيض زانو بشرحها أهمية هذا الاكتشاف وتقول "نظرا لأن معظم الباكيسيفالوصورات معروفة فقط من خلال جماجمها المقببة، فقد استخدم علماء الحفريات اندماج العظام التي تُشكل القبة كمؤشر على مرحلة نمو الحيوان، وكان الافتراض أن القبة الكثيفة والملتحمة تشير إلى فرد بالغ ومكتمل النمو"

وتضيف "ولكون أحفورة زافاسيفالي رينبوتشي كانت مكتملة، فقد تمكنا من إجراء فحص بالأشعة المقطعية لقبة جمجمته لتحديد كثافتها وحالة اندماجها، وفي الوقت نفسه قمنا بتقييم مرحلة نموه بشكل مستقل عن طريق قطع شريحة رقيقة من عظم ساقه وفحص الأنسجة"

وتوضح "ما وجدناه هو أن زافاسيفالي رينبوتشي كان صغيراً؛ يبلغ من العمر عامين فقط، ولكنه كان يمتلك بالفعل جمجمة قببية مكتملة النمو".

هذا الاكتشاف يعيد النظر في فرضية استخدام اكتمال نمو القبة كدلالة لاكتمال النمو الجسدي لهذا النوع من الديناصورات، حيث إن اكتمال نمو القبة سبق اكتمال نمو باقي الجسم ما يشير إلى وجود فصل بين النضج الاجتماعي الجنسي والجسدي.

كما أشارت الدراسة أيضا إلى أن قبة زافاسيفالي رينبوتشي كانت تتكون أساسا من عظم جبهي واحد مع افتقارها لوجود عقد عظمية، وهذا على خلاف الأنواع اللاحقة من الباكيسيفالوصورات التي تكونت قبتها من عظام متعددة وأظهرت قرونا وعقدا عظمية عليها.

ومن زاوية أخرى، تظل وظيفة القبة موضع جدل علمي، فبينما يفترض بعض الباحثين أنها استُخدمت في التعارف أو التزاوج، تشير آثار الإصابات على جماجم أنواع لاحقة إلى احتمال استخدامها في النطاح أو المبارزة الرأسية بشكل يشبه ما تقوم به كباش الجبال اليوم، وبفضل حفظ جمجمة زافاسيفالي رينبوتشي دون تشوه يأمل العلماء في إجراء تحليلات دقيقة إضافية تكشف المزيد عن طبيعة هذه البنية الفريدة.

يتوقع الباحثون أن يمتد العمل العلمي لعقود قادمة، بحثا عن أسرار هذا الكائن الذي عاش قبل أكثر من 100 مليون عام وفتح نافذة جديدة على تاريخ مجموعة ديناصورات لطالما حيّرت العلماء، وتختم زانو حديثها للجزيرة بقولها "إن الباكيسيفالوصورات حيوانات نادرة للغاية وبعد بحث زاد عن نصف قرن في هذه المنطقة من منغوليا تعتبر هذه هي العينة الأولى التي يتم العثور عليها لهذا النوع من الديناصورات".

الجزيرة المصدر: الجزيرة
شارك

إقرأ أيضا


حمل تطبيق آخر خبر

آخر الأخبار