آخر الأخبار

نتنياهو: نزع سلاح حماس شرط لأي مستقبل في غزة

شارك

الحدث الإسرائيلي

بعد نحو أربعٍ وعشرين ساعة على قمته مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في ولاية فلوريدا، بثّت شبكة فوكس نيوز، صباح اليوم، مقابلة مطوّلة مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، تطرّق خلالها إلى جملة من الملفات السياسية والأمنية الإقليمية. وكما بات معتادًا في الأشهر الأخيرة، امتنع نتنياهو عن إجراء مقابلات مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، مكتفيًا بالظهور الإعلامي عبر المنصات الأميركية خلال زياراته إلى الولايات المتحدة.

وخلال المقابلة، أعاد نتنياهو التأكيد على أن حركة حماس في غزة “يجب أن تُنزع سلاحها”، محذرًا في الوقت نفسه من عودة إيران إلى تعزيز قدراتها العسكرية، ومعتبرًا أن ذلك يشكل تهديدًا مباشرًا لإسرائيل. كما عبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاقات تطبيع مع السعودية وسورية. وفي مستهل الحديث مع المذيع والمحلل بريت باير، قال إن “إسرائيل خرجت من حرب الجبهات السبع كأقوى دولة في الشرق الأوسط”، مشيدًا بما وصفه بـ”التحالف المدهش” مع الولايات المتحدة في عهد ترامب.

وعن تعثّر الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، زعم نتنياهو أن حماس “تعهدت بنزع سلاحها”، مضيفًا أن لديها “نحو 20 ألف مقاتل يحملون بنادق كلاشنيكوف”، ومدعيًا أن مجموع ما بحوزتها يصل إلى “نحو 60 ألف قطعة سلاح”. وشدد على ضرورة تفكيك البنية العسكرية للحركة، قائلًا إن “كل هذه الأسلحة يجب أن تُسحب، وأن تُدمّر مئات الكيلومترات من الأنفاق”، معتبرًا أن حماس ترفض ذلك، لكنه رأى أنه “لا يزال يجب إعطاء الأمر فرصة”.

وأشار نتنياهو إلى محاولات سابقة لإقامة قوة دولية في قطاع غزة، قائلًا إنها لم تنجح حتى الآن، مضيفًا أنه “إذا أمكن تنفيذ ذلك بالطريقة السهلة فهذا ممتاز، وإن لم يكن، فسيتم الأمر بطريقة أخرى”. وحين سُئل عن وجود خلافات مع ترامب، نفى ذلك، قائلًا إنهما “يريان الأمور بالعين نفسها”، وإن الرئيس الأميركي “يفهم ضرورة نزع سلاح حماس”، مؤكدًا أنه لم يلحظ أي إحباط من جانب ترامب حيال هذا الملف.

وفي حديثه عن مستقبل غزة، قال نتنياهو إن إسرائيل “لا تريد استخدام أراضي القطاع للعمليات الهجومية”، وإنه “يجب أن تكون لإسرائيل سيطرة أمنية على المنطقة”. وأضاف أن إقامة إدارة جديدة في غزة “ممكنة فقط بعد نزع سلاح حماس”، معتبرًا أن “أي إدارة لن تقوم إذا كانت حماس قادرة على إطلاق النار على رأسها”. وادعى أن تفكيك الحركة سيتيح “مستقبلًا آخر لغزة”.

وعن عنف المستوطنين في الضفة الغربية، قال نتنياهو إن الحديث يدور عن “نحو 70 مستوطنًا”، وعندما سُئل عن الاعتداءات وتخريب الممتلكات، ردّ بأنه “لا يقبل بذلك”، معتبرًا أن هناك “محاولة لإجراء مقارنة بينهم وبين آلاف المسلحين”، على حد وصفه. وأضاف أن “المستوطنين يتعرضون للهجوم أثناء تنقلهم على الطرق”، نافيًا وجود “أي تماثل”، ومؤكدًا أنه يبذل “جهدًا كبيرًا لوقف هؤلاء المخرّبين”، ومعربًا عن رغبته في “تعايش بين الإسرائيليين والفلسطينيين في الضفة الغربية”، بحسب زعمه.

وفي القسم المتعلق بإيران، قال نتنياهو إن طهران “عادت إلى إنتاج الصواريخ”، وإنها “تحاول” استعادة قدراتها النووية. وحين سُئل عن الجهود الإيرانية لإعادة تأهيل برامجها النووية والصاروخية، قال إن “منشأة فوردو دُمّرت وهم يحاولون العمل في موقع آخر”، مضيفًا أن إيران تسعى إلى إعادة بناء منشآت إنتاج الصواريخ، لكن الأمر “ليس سهلًا، لأننا أعدناهم خطوات كثيرة إلى الوراء”. وشدد على أن إيران “يجب أن تقبل بحقيقة أنه لا ينبغي أن يكون لديها تخصيب لليورانيوم”، داعيًا إلى “إخراج كل اليورانيوم من أراضيها”.

وعندما سأله باير عن احتمالات أن تضطر “إسرائيل” أو الولايات المتحدة إلى توجيه ضربة جديدة لإيران، قال نتنياهو إنه عُرضت عليه قبل أسبوعين معطيات عن تجارب إيرانية لإطلاق صواريخ بالستية باتجاه “إسرائيل”، وإنه وجّه رسالة علنية مفادها أن “النتائج ستكون مدمرة” إذا أقدمت طهران على ذلك. وأضاف أنه لا يعتقد أن إيران قررت “تجاوز الخط”، مرجّحًا أن تكون تحذيرات ترامب قد لعبت دورًا رادعًا، ومؤكدًا أن إسرائيل “لا تسعى إلى التصعيد”، على حد قوله.

وتطرّق نتنياهو كذلك إلى الاتصالات المتعلقة بإمكانية التوصل إلى تسوية مع سورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، وإلى فرص التطبيع مع السعودية، قائلًا إنه “يعتقد أن ذلك ممكن”. وعلى الساحة اللبنانية، قال إن حزب الله “بات ظلًا لما كان عليه”، مدعيًا أن حماس وإيران “لم تعودا كما كانتا”. وأضاف أن هناك “انفتاحًا على اتفاقات سلام مع السعوديين ومع دول أخرى، بما في ذلك دول مسلمة خارج الشرق الأوسط”، معتبرًا أن هذه الدول مهتمة بإسرائيل بوصفها “قوة عسكرية كبرى”.

وفي ما يخص سورية، قال نتنياهو إن ترامب “يريد إعطاء القيادة الجديدة فرصة”، لكنه زعم أن “نصف الجيش هناك من الجهاديين”، مضيفًا أن “إسرائيل” تريد اختبار إمكانية إقامة علاقات مختلفة، وأن هناك “قنوات تواصل لم تكن موجودة في عهد نظام الأسد”، معربًا عن أمله في أن تؤدي إلى سلام.

كما تطرّق نتنياهو إلى محاكمته في قضايا الفساد المعروفة بملفات الألف، واصفًا إياها بأنها “محاكمة سياسية”، وقال إنه يخضع للتحقيق منذ عشر سنوات. وأضاف أن ترامب “كان محقًا عندما دعا إلى منحي عفوًا”، معتبرًا الاتهامات الموجهة إليه “سخيفة”، ومشيرًا إلى أن القضاة، وفق روايته، طالبوا الادعاء بإسقاط تهمة الرشوة. وختم بالقول إنه لا يعرف تفاصيل المحادثات التي قال ترامب إنه أجراها مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ بشأن العفو، لكنه شدد على أن “الرئيس صديق عظيم ويعرف أن ما يجري أمر مثير للسخرية”.


الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا