آخر الأخبار

ترمب ونتنياهو في مارالاغو: رسائل سياسية حادة حول غزة وإيران ومستقبل الشراكة الأميركية–الإسرائيلية

شارك

عقد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو مؤتمراً صحفياً مشتركاً في منتجع مارالاغو، ولاية فلوريدا، ركّزا خلاله على تطورات الحرب في غزة، ومستقبل وقف إطلاق النار، والتحديات الإقليمية، وعلى رأسها إيران، مؤكدين متانة التحالف الأميركي–الإسرائيلي في مرحلة إقليمية بالغة الحساسية.

وقال ترمب إن محادثاته مع نتنياهو كانت "مثمرة" وأسفرت عن "الكثير من الاستنتاجات"، مشدداً على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل سياسياً وعسكرياً. من جانبه، عبّر نتنياهو عن تقديره لما وصفه بـ"الدعم الثابت" من ترمب، معتبراً أن العلاقة بين الجانبين تشكل ركيزة أساسية للأمن الإقليمي.

وتصدر ملف غزة جدول أعمال المؤتمر، حيث أكد ترمب أن الانتقال إلى المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مرتبط بشكل مباشر بنزع سلاح حركة حماس. وأضاف أن إعادة إعمار غزة "لن تكون ممكنة" في ظل بقاء الحركة المسلحة، مشيراً إلى أن أي جهود لإعادة البناء يجب أن تسبقها ترتيبات أمنية صارمة تضمن عدم عودة القتال.

وهدد ترمب حركة حماس بأن النتائج ستكون مروعة لهم في حال عدم نزع السلاح، مدعيا أن 59 بلدا أبدت استعدادا للمشارة بالقوى الدولية وكجزء من مجلس السلام.

نتنياهو بدوره شدد على أن إسرائيل لن تقبل بأي تسوية سياسية أو إنسانية تُبقي على ما وصفه بـ"التهديد العسكري" في غزة. وأكد أن حكومته تنظر إلى المرحلة المقبلة باعتبارها اختباراً حقيقياً لقدرة المجتمع الدولي على ضمان أمن إسرائيل، مع الحفاظ على قنوات المساعدات الإنسانية للسكان المدنيين.

وفيما يتعلق بإيران، أطلق ترمب تصريحات شديدة اللهجة، محذراً من أن أي محاولة إيرانية لإعادة بناء قدراتها النووية أو الصاروخية ستقابل برد عسكري حاسم من الولايات المتحدة وإسرائيل. وأكد أن سياسة الردع يجب أن تكون واضحة ولا تحتمل التأويل. نتنياهو أيّد هذا الموقف، واصفاً إيران بأنها "مصدر التهديد الأكبر للاستقرار في الشرق الأوسط".

كما تطرق المؤتمر إلى ملفات إقليمية أخرى، بينها التوتر على الجبهة اللبنانية مع حزب الله، والتحديات الأمنية في البحر الأحمر، حيث أكد الطرفان أهمية التنسيق العسكري والاستخباراتي لمواجهة ما وصفاه بـ"محور التهديدات المتعددة".

وفي سياق سياسي داخلي، عبّر ترمب عن دعمه الشخصي لنتنياهو، مشيداً بقيادته خلال الحرب. وأشار إلى ما قال إنه معلومات تلقاها حول احتمال صدور عفو رئاسي إسرائيلي بحق نتنياهو، في إشارة إلى قضاياه القضائية، إلا أن جهات رسمية إسرائيلية سارعت لاحقاً إلى نفي وجود قرار بهذا الشأن.

وعكس المؤتمر الصحفي نبرة سياسية متشددة، تقوم على أولوية الأمن قبل أي مسارات سياسية أو إنسانية، في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية لوقف دائم لإطلاق النار في غزة، وتقديم أفق سياسي واضح للصراع الفلسطيني–الإسرائيلي.

ويعكس خطاب ترمب ونتنياهو في مارالاغو رؤية أمنية صِرفة للصراع في غزة، تُقدِّم نزع سلاح حماس كشرط مسبق لأي عملية سياسية أو إنسانية. هذه المقاربة، رغم انسجامها مع الرؤية الإسرائيلية، تصطدم بواقع إنساني معقّد، حيث يصعب فصل إعادة الإعمار عن الحلول السياسية. كما أنها تعيد إنتاج معادلة "الأمن مقابل الاستقرار"، التي أثبتت محدوديتها في تجارب سابقة.

يشار إلى أن التشديد المشترك على مواجهة إيران يكشف محاولة لربط حرب غزة بالسياق الإقليمي الأوسع، بما يسمح بتبرير سياسات الردع والتصعيد. غير أن هذا الربط قد يوسع دائرة الصراع ويزيد من احتمالات المواجهة المفتوحة. كما أن إصرار ترمب على خطاب القوة يعكس رغبته في ترسيخ صورة "الرئيس الحازم"، سواء في السياسة الخارجية أو في حساباته السياسية الداخلية

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا