تتصاعد حدة الانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة مع دخولها اليوم الثامن والسبعين، حيث سجلت الساعات الأخيرة سلسلة من الهجمات العسكرية الدامية التي طالت مختلف مناطق القطاع. وأكدت التقارير الميدانية استشهاد مواطنين في جباليا وشرق غزة خلال اليوم الأخير، وسط شهادات محلية خطيرة تشير إلى تورط ميليشيات مسلحة تابعة للاحتلال في عمليات إطلاق نار مباشر استهدفت سكان حي التفاح لإجبارهم على النزوح القسري تحت وطأة السلاح.

وفي ساعات الفجر الأولى، تعرضت المناطق الشرقية لمدينة غزة لقصف مدفعي مكثف تزامن مع تحليق مكثف للطيران الحربي ونشاط للزوارق البحرية التي استهدفت محيط الميناء، بينما لم تكن المناطق الوسطى والجنوبية بمعزل عن هذا التصعيد، إذ طال القصف المدفعي مخيمي المغازي والبريج، ووصلت نيران الاحتلال إلى منطقة مواصي رفح والأحياء الجنوبية لمدينة خان يونس.

على الصعيد الإحصائي، سجلت المستشفيات وصول ثلاثة شهداء وستة عشر مصاباً خلال الثماني والأربعين ساعة الماضية، مما يرفع حصيلة الضحايا منذ إعلان اتفاق وقف إطلاق النار في الحادي عشر من أكتوبر الماضي إلى أربعمائة وعشرة شهداء وأكثر من ألف ومائة مصاب، فضلاً عن انتشال المئات من الجثامين من تحت الركام. وتأتي هذه التطورات لتزيد من قتامة المشهد الإنساني، حيث ارتفعت الحصيلة الإجمالية للعدوان منذ السابع من أكتوبر لعام 2023 لتتجاوز سبعين ألف شهيد ومئة وواحد وسبعين ألف جريح، في ظل عجز مستمر لطواقم الدفاع المدني عن الوصول إلى الضحايا العالقين تحت الأنقاض وفي الطرقات الوعرة.