آخر الأخبار

وزير حرب الاحتلال يتراجع عن تصريحاته بشأن استيطان شمال غزة

شارك

شهدت الأروقة السياسية الثلاثاء، حالة من التخبط والتوتر بعد تصريحات مثيرة للجدل أدلى بها وزير حرب الاحتلال، يسرائيل كاتس، بشأن بقاء الـجيش في قطاع غزة للأبد، وهي التصريحات التي أدت إلى غضب أمريكي عبر عنه مسؤولون نافذون في واشنطن.

واضطر كاتس للتراجع السريع عن موقفه، مصدرا بيانا توضيحيا عبر مكتبه يؤكد فيه أن الـحكومة لا تنوي بناء مستوطنات في القطاع، محاولا تبرير وجود "لواء ناحال" بأنه لأغراض أمنية بحتة، وذلك في محاولة لاحتواء الأزمة الدبلوماسية مع الـحليف الأمريكي.

وكانت شرارة الأزمة قد انطلقت خلال مشاركة كاتس في مراسم توقيع اتفاقية لبناء 1200 وحدة سكنية في مستوطنة "بيت إيل" القريبة من رام الله بالضفة الغربية، حيث زعم حينها أن الـجيش لن ينسحب أبدا بشكل كامل من غزة، بل وتجاوز ذلك بالقول إن الاحتلال سيقيم بؤرا استيطانية في شمال القطاع في التوقيت الـملائم.

هذه التصريحات الـمفاجئة استدعت تدخلا أمريكيا حازما، حيث عن مسؤول في مقر التنسيق العسكري الذي تقوده واشنطن أن الأمريكيين طالبوا بتوضيحات عريضة، معتبرين أن هذا التوجه يتعارض كليا مع "خطة ترمب" للسلام التي تقضي بانسحاب تدريجي وكامل للجيش من القطاع.

اتهم قاسم الاحتلال بالتخطيط الـمسبق لتهجير سكان غزة، مشيرا إلى أن تلك النوايا تضرب بعرض الـحائط التفاهمات الدولية.

من جانبها، لم تتأخر حركة حماس في الرد على هذه التهديدات، حيث خرج الناطق باسمها، حازم قاسم، في كلمة مصورة ليصف مواقف كاتس بأنها "انتهاك فاضح" لاتفاق وقف إطلاق النار الـموقع في أكتوبر الـماضي.

واتهم قاسم الاحتلال بالتخطيط الـمسبق لتهجير سكان غزة، مشيرا إلى أن تلك النوايا تضرب بعرض الـحائط التفاهمات الدولية التي سعى الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لإرسائها في الـمـنطقة، والتي تحرم إعادة إنشاء مستوطنات مدنية في القطاع الساحلي.

ورغم أن رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو كان قد استبعد مرارا خلال الـحرب إمكانية العودة للاستيطان في غزة، إلا أن تصريحات وزير حربه كشفت عن حجم الضغوط التي يمارسها الأعضاء الـمتطرفون في الائتلاف الـحاكم لإعادة احتلال القطاع.

ويبقى الـموقف الأمريكي الـحازم، الذي تمثل في رفض أي توسعة استيطانية جديدة، هو الـحجر العثرة أمام طموحات اليمين الـمتطرف، والـمحرك الرئيس لتراجع كاتس عن تصريحاته التي كادت أن تعصف باتفاق التهدئة الـهش.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا