واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ فجر اليوم السبت، هجماته على مناطق لا يزال يحتلّها في أنحاء متفرقة من قطاع غزة، عبر قصف مدفعي، وإطلاق نار من المروحيات والآليات العسكرية، إضافة إلى تنفيذ عمليات نسف لمبانٍ سكنية.
ويأتي ذلك في وقت حذّر مسؤولون فلسطينيون من عودة المجاعة إلى القطاع في حال تجدّدت الحرب وتوقّفت المساعدات.
في شمال القطاع، نفّذ جيش الاحتلال الإسرائيلي أعمال نسف لمبانٍ في مناطق في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة قرب الخط الأصفر، وترافق ذلك مع دوي انفجار ضخم سُمع في المنطقة. كما قصف بالمدفعية مناطق متفرقة شرقي حيي التفاح والشجاعية، بالتزامن مع إطلاق مروحية إسرائيلية النار من رشاشاتها باتجاه تلك المناطق.
أفاد عاصم النبيه، بأنّ شرقي مدينة غزة يعيش يوميًا تحت تأثير العمليات العسكرية الإسرائيلية منذ إعلان وقف إطلاق النار، كما أنّ عمليات النسف التي يُنفّذها جيش الاحتلال ليست عمليات انتقامية من منازل الفلسطينيين فحسب، بل هي بمثابة إعادة هندسة لجغرافيا تلك المنطقة.
وأشار النبيه، إلى أنّ عمليات النسف طالت حتى التلال في تلك المناطق، كما جرى نصب معدات للمراقبة والتنصت.
وفي وسط القطاع، أطلق الجيش الإسرائيلي عددًا من قذائف المدفعية داخل مناطق لا يزال يحتلها شرقي مخيم البريج للاجئين.
أما في جنوب القطاع، فقصف الجيش الإسرائيلي بالمدفعية مناطق متفرقة من بلدة بني سهيلا ومنطقة جورة اللوت شرقي مدينة خان يونس، وهما من المناطق التي لا تزال تحت الاحتلال، كما أطلقت الآليات العسكرية نيرانها العشوائية في محيطهما.
وكان قصف مدفعي إسرائيلي، مساء الجمعة، قد استهدف مدرسة تؤوي نازحين شرقي مدينة غزة خلال إقامة حفل زفاف، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين، معظمهم من الأطفال.
على الصعيد الإنساني، حذّر مدير شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا، من أنّ المجاعة تتفشّى بشكل واسع في قطاع غزة، خاصة بين الأطفال.
وقال الشوا في حديث، إنّ القطاع يُعاني أوضاعًا إنسانيةً سيئة، مشيرًا إلى أنّ الاحتلال يسعى إلى عرقلة عمل المنظمات الإغاثية، لأنّها تكشِف جرائمه بحق سكان القطاع.
بدوره، حذّر المستشار الإعلامي لمنظمة "الأونروا" عدنان أبو حسنة في حديث، من أنّ الأوضاع لا تزال خطرة في قطاع غزة وهناك احتمال لعودة المجاعة إلى القطاع.
وقال أبو حسنة في حديث، إنّ معظم سكان غزة لا يزالون في المستوى الرابع من تصنيف المجاعة في العالم، مشيرًا إلى أنّ هذا يُهدّد بالعودة إلى مستوى المجاعة.
وأضاف أنّ مليون و600 ألف فلسطيني لا يزالون يُعانون من مستويات خطيرة من انعدام الأمن الغذائي، ومستويات خطيرة من سوء التغذية.
وفي هذا الإطار، أشار مراسلنا، إلى أنّ قطاع غزة يُواجه "إعادة هندسة" للمجاعة، مشيرًا إلى أنّ معظم الشاحنات التي تدخل القطاع، هي لرجال أعمال وتجار، وتحوي على منتجات تُباع بأسعار مرتفعة، كما أنّ نوعية المنتجات التي تدخل القطاع هي منتجات غذائية تحتوي على نسبة عالية من الدهون والسكريات تحديدًا.
ومنذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيّز التنفيذ، ارتكبت إسرائيل 738 خرقًا للاتفاق، بحسب ما أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، يوم الثلاثاء الماضي.
المصدر:
القدس