ثمن منتدى الإعلاميين الفلسطينيين إرسال مجلس الصحافة الألماني توبيخا رسميا إلى صحيفة بيلد على خلفية تغطيتها المنحازة إلى إسرائيل لاستشهاد مراسل في غزة أنس الشريف.
وأُرسل التوبيخ بعد تلقي المجلس 328 شكوى جماعية ضد مقال نشرته الصحيفة في أغسطس/آب الماضي بعنوان "إرهابي متنكر بزي صحفي قُتل في غزة"، في تبن لرواية الجيش الإسرائيلي الذي ادّعى أن الشريف كان قائد خلية تابعة لحركة حماس.
ولم يقدّم فريق تحرير الصحيفة أدلة موضوعية كافية لهذه الرواية، مما أثار انتقادات واسعة، وقام فريق التحرير لاحقا بتغيير العنوان.
وأكد المنتدى في بيان اليوم الخميس أن ما قامت به الصحيفة لا يمكن فصله عما وصفه بـ"التبني الأعمى" لرواية الجيش الإسرائيلي التي تسعى بشكل منهجي إلى وصم الصحفيين الفلسطينيين بالإرهاب، في سبيل تبرير اغتيالهم واستهدافهم وشرعنة جرائم القتل والتشويه بحقهم أمام الرأي العام الدولي.
وقال إن قرار المجلس -الذي يُعد أشد إجراء تأديبي يمكن اتخاذه- يشكل إدانة أخلاقية ومهنية واضحة لهذه الممارسات، ويؤكد زيف محاولات الاحتلال تسويق روايته عبر بعض المنصات الإعلامية الدولية.
ودعا المنتدى المؤسسات الإعلامية الغربية التي انحازت لإسرائيل إلى مراجعة سياساتها التحريرية، وعدم التحول إلى أدوات دعائية للرواية الإسرائيلية، كما طالب بتوفير حماية دولية عاجلة للصحفيين الفلسطينيين، ومحاسبة كل من يشارك في التحريض عليهم أو تشويه مهنيتهم.
عشرات آلاف المقالات المنحازة لإسرائيل
وخلصت دراسة أجراها باحثون في مؤشر الانحياز الإعلامي إلى أن تغطية وسائل الإعلام الغربية تطورات حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة ظلت متحيزة، عبر تعزيز السردية الإسرائيلية وتجاهل أو تخفيف حجم المآسي الإنسانية في القطاع الفلسطيني المدمر.
وحلل الباحثون 54 ألفا و449 مقالا نُشرت بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأغسطس/آب 2025 في 8 وسائل إعلام غربية كبرى.
وبحسب الدراسة، فإن التغطية الإعلامية الغربية لم تتورط في انحياز بسيط، بل قامت بتبييض منهجي للانتهاكات التي تُرتكب بموجب القانون الدولي.
وعند تغطية الهجمات الإسرائيلية غالبا ما صورتها وسائل الإعلام الغربية على أنها أعمال دفاع عن النفس، وكثيرا ما استخدمت مصطلحات مثل "ضربات دقيقة" أو "موجهة" أو "جراحية" على الرغم من استشهاد عشرات الآلاف من المدنيين.
وكانت "بيلد" قد نشرت مقالا آخر في أغسطس/آب الماضي بعنوان "هذا المصور من غزة يروج لدعاية حماس" استهدفت فيه المصور الفلسطيني أنس زايد فتيحة، واتهمته بتزييف صور لفلسطينيين يتضورون جوعا كجزء من حملة لحركة حماس رغم وجود أدلة على أن الأشخاص الذين ظهروا في الصور كانوا بالفعل يتضورون جوعا وينتظرون الطعام.
وقد ضُخمت قصة بيلد المزعومة على منصة إكس من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية التي استشهدت بها كدليل على أن حماس تتلاعب بالرأي العام العالمي، كما انضمت مؤسسة غزة الإنسانية وكذلك مؤثرون من اليمين إلى وصم فتيحة بأنه "كاره لإسرائيل واليهود" ويخدم حماس.
المصدر:
القدس