أعربت لجنة حماية الصحفيين عن قلقها البالغ إزاء الشهادة المروعة التي أدلى بها الصحفي الفلسطيني المستقل سامي الساعي خلال فعالية عامة نظمها مركز "مدى" الفلسطيني للتنمية والحريات الإعلامية مؤخرا، حيث وصف تعرضه للتعذيب والعنف الجنسي أثناء اعتقاله في أحد السجون الإسرائيلية.
وسرد الصحفي الساعي تفاصيل قاسية بشأن تعرضه للاغتصاب خلال اعتقاله الإداري بين فبراير/شباط 2024 ويونيو/حزيران 2025، لا سيما في سجني مجدو شمالي الأراضي المحتلة ورامون في جنوبها.
وقال الساعي إن السجانين الإسرائيليين ضربوه وعصبوا عينيه وقيدوه وأهانوه واعتدوا عليه جنسيا واغتصبوه بعصا.
وفي إحدى الحوادث، فصّل قائلا "قامت مجموعة من 4 جنود على الأقل باصطحابي إلى منطقة ذات رائحة كريهة، بينما كانوا يضربونني ويهينونني باستمرار"، مضيفا أنه أجبر على "الجلوس بوضعية السجود"، وزاد "اعتقدت في البداية أنه جزء من روتينهم المعتاد للإذلال، إلى أن شعرت بهم يدخلون جسما صلبا في المستقيم".
وقالت المديرة الإقليمية للجنة حماية الصحفيين سارة القضاة "إن الرواية التي أدلى بها الصحفي الساعي مقلقة للغاية وتتوافق بشكل مأساوي مع الشهادات التي تلقتها لجنة حماية الصحفيين من زملائه المحتجزين في السجون الإسرائيلية".
وطالبت القضاة بإجراء تحقيقات عاجلة ومستقلة، من أجل مساءلة ومحاسبة جميع المسؤولين عن هذه الانتهاكات الممنهجة.
وتطفو معاملة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال على السطح مجددا بعد الحديث المتكرر عن تعذيب غير مسبوق وانتهاكات مروعة يواجهها الأسرى على أيدي السجانين الإسرائيليين.
وأظهر مقطع مصور مسرّب اعتداء 5 جنود بوحشية، جنسيا وجسديا، على أسير فلسطيني من قطاع غزة مكبل اليدين، في معسكر سدي تيمان السيئ السمعة العام الماضي.
وأدى تسريب المقطع إلى الإطاحة بالمدعية العسكرية الإسرائيلية يفعات تومر يروشالمي، ووصَفه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية بأنه "أكبر هجوم على العلاقات العامة" تتعرض له إسرائيل منذ تأسيسها.
وقالت لجنة حماية الصحفيين إن رواية الساعي -الذي أشار إلى أن ما تعرض له ترافق مع تهديد بمصير مماثل يطول كل الصحفيين- يتماشى مع ما ذكرته منظمات حقوق الإنسان لمعاملة فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
وحتى اليوم يقبع نحو 30 صحفيا فلسطينيا خلف قضبان السجون في إسرائيل، وفق اللجنة الدولية.
وقبل قرابة أسبوعين، كشف مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين عن تعرض صحفي فلسطيني لعملية اغتصاب وتعذيب جنسي، بواسطة كلب مدرب، أثناء اعتقاله في معسكر سدي تيمان الإسرائيلي، مما أسفر عن إصابته بصدمة نفسية حادة أفقدته اتزانه العقلي لأكثر من شهرين.
ونقل المركز تفاصيل مروعة كذلك من شهادة الصحفي الذي لم يفصح عن اسمه الحقيقي حفاظا على سلامة أفراد عائلته، أثناء اعتقاله لمدة 20 شهرا في سجون الاحتلال، منها 3 أشهر في سدي تيمان وشهر في سجن عوفر.
وسرد المركز في بيان تفاصيل ما اعتبرها واحدة من أخطر الجرائم الموثّقة بحق الصحفيين المعتقلين، حيث تعرض الصحفي مع 7 أسرى آخرين لاعتداءات جنسية جماعية، استمرت لنحو 3 دقائق، بعد تقييدهم وتعصيب أعينهم وسحبهم إلى منطقة معزولة داخل المعسكر سيئ السمعة.
وبيّن الصحفي في شهادته أن ما واجهه لم يكن حادثة فردية، لافتا إلى سياسة تعذيب ممنهجة سعت إسرائيل من خلالها إلى كسر إرادة الأسرى وإذلالهم نفسيا وجسديا.
وكشفت معطيات حقوقية إسرائيلية وفلسطينية منتصف الشهر الماضي عن وفاة 98 فلسطينيا أثناء احتجازهم في السجون ومراكز الاعتقال الإسرائيلية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، في رقم وصفته منظمات حقوق الإنسان بأنه غير مسبوق، ويعكس انهيارا واسعا في معايير الاحتجاز وغيابا شبه تام للرقابة القانونية والطبية.
وبحسب البيانات التي حصلت عليها منظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان-إسرائيل"، ونشرتها مجلة (972+) الإسرائيلية، فإن جزءا كبيرا من الضحايا كانوا مدنيين لم يُشتبه بتورطهم في أعمال قتالية.
المصدر:
القدس