أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، أنّ اجتماعًا وشيكًا سينعقد بين الوسطاء يوم الجمعة المقبل، من أجل وضع تصور لكيفية الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، الذي دخل حيز التنفيذ في العاشر من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وقال رئيس الوزراء القطري في تصريحات صحافية خلال زيارة يجريها إلى واشنطن، إنّه اتفق مع وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو على مضاعفة الجهود للوصول للمرحلة الثانية من اتفاق غزة، مشدّدًا على الحاجة العاجلة للانتقال للمرحلة الثانية من الاتفاق في غزة، وتشكيل الإدارة الفلسطينية المدنية بغزة بأسرع وقت.
وأوضح أنّ قوة الاستقرار في غزة يجب أن تحمي اتفاق إنهاء الحرب، مشيرًا إلى أن "هناك عناصر كثيرة في اتفاق إنهاء الحرب في غزة يجب أن تكتمل".
وتعليقًا على الخروقات الإسرائيلية المتواصلة لوقف إطلاق النار، قال إنّ الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة "تضع الوسطاء في مواقف محرجة".
وأكد ضرورة إدخال المساعدات للقطاع بشكل غير مشروط.
ويجري رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، اليوم الأربعاء، في واشنطن لقاءات مع أعضاء في الكونغرس الأميركي، بحث خلالها سبل تعزيز العلاقات وتطورات الأوضاع في غزة.
خطة ترمب تتعثر
وضمن هذا السياق، قال من القدس أحمد دراوشة، إن خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن قطاع غزة تتعثّر، في ظل سعي إسرائيل إلى استغلال هذا التعثّر، لولا الدور القطري والتدخّل الباكستاني خلال الساعات الماضية.
وأشار إلى وجود غضب إسرائيلي كبير من اللقاءات القطرية التي تُجري في واشنطن، ومن طبيعة العلاقة القطرية-الأميركية عمومًا.
وأوضح أنّ إسرائيل تصبّ جام غضبها على شخصين تحديدًا، هما مستشار الرئيس الأميركي دونالد ترمب وصهره جاريد كوشنر، إضافة إلى مبعوثه ستيف ويتكوف، لافتًا إلى أنّ صحفيين مقرّبين من بنيامين نتنياهو يتحدّثون عن انزعاج شديد داخل الحكومة الإسرائيلية من الخطط التي يعمل عليها ويتكوف وكوشنر، وبالتالي الإدارة الأميركية، للدفع بها في قطاع غزة خلال المرحلة المقبلة.
وبيّن أن هذه الخطط تتضمّن دفع نحو 70 مليار دولار لبدء عمليات إعادة إعمار واسعة في قطاع غزة، وهو ما ترفضه تل أبيب بشكل قاطع متهمة الدوحة بأنّها الجهة التي تدفع الإدارة الأميركية إلى تبنّي هذه الخطوات، والضغط على الولايات المتحدة لإجبار إسرائيل على الانتقال إلى المرحلة الثانية.
نقاط خلافية
وأضاف أنّ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للانتقال إلى المرحلة الثانية تتعطل، أو تتعثر حتى الآن، بسبب عاملين رئيسيين، مشيرًا إلى أن الخطة تقوم أساسًا على إرسال قوات إلى قطاع غزة.
وأوضح مراسلنا، أن السبب الأول لتعثر الخطة يتمثل في الرفض الإسرائيلي القاطع لإرسال قوات تركية إلى القطاع، إذ تمارس إسرائيل ضغوطًا كبيرة على الولايات المتحدة بهذا الشأن.
ولفت إلى أن اجتماعًا عُقد في الدوحة، أمس، لم تُدعَ إليه أنقرة، مشيرًا إلى أن مصادر إسرائيلية تؤكد أن أحد أبرز الملفات التي تضغط دولة قطر باتجاهها هو تعديل الموقف الأميركي من مشاركة تركيا ضمن القوات المقترحة لقطاع غزة.
وأضاف أنّه في حال تحقّق ذلك، فإن الولايات المتحدة ستكون قد أجبرت إسرائيل على القبول بوجود قوات تركية في قطاع غزة.
وأشار دراوشة إلى أنّ العامل الثاني الذي أدى إلى تعثّر الخطة خلال الفترة الماضية هو ملف إرسال قوات من أذربيجان إلى قطاع غزة، إذ عوّلت تل أبيب على مشاركة أذربيجان في قوة الاستقرار ، إلا أنّ باكو تراجعت عن هذا الخيار.
ومع إصرار إسرائيل على رفض إرسال قوات تركية، أوضح دراوشة أنّ إسرائيل كانت تُعدّ العدة لإقناع الولايات المتحدة بأنّه لا بديل عن دور إسرائيلي مباشر للقضاء على سلاح حركة حماس، وأن أي قوات أخرى، سواء كانت عربية أو إسلامية أو من أي دولة أخرى، لن تكون قادرة على نزع سلاح الحركة.
غير أنّه ومع اقتراب هذه الخطة من الانهيار، أعلنت باكستان، أمس، عن نيتها إرسال قوات إلى قطاع غزة، في تطوّر وصفه دراوشة بـ"المهم"، نظرًا لطبيعة الموقف العدائي المتبادل بين إسرائيل وباكستان.
المصدر:
القدس