ترجمة الحدث
زعمت "إسرائيل"، اليوم السبت، اغتيال القيادي البارز في حركة حماس رائد سعد في مدينة غزة، في عملية قالت إنها جاءت “رداً” على تفجير عبوة ناسفة أدّت إلى إصابة جنديين من قوات الاحتياط إصابة طفيفة في خان يونس. غير أن مصادر أمنية لدى الاحتلال شدّدت، بحسب ما أوردته صحيفة يديعوت أحرونوت، على أنه لا توجد أي علاقة مباشرة بين عملية الاغتيال وبين خرق وقف إطلاق النار.
وبحسب الصحيفة العبرية، نُفّذت عملية الاغتيال الموجّهة لمن يُنظر إليه على أنه “الرقم 2” في حماس وأحد مخططي هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، عند الساعة 14:49، استناداً إلى معلومات استخبارية. وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أُبلغت بالعملية بعد تنفيذها، عند الساعة 15:09، خلافاً للتفاهمات القائمة بين تل أبيب وواشنطن في إطار وقف إطلاق النار، ما عُدّ مخاطرة إسرائيلية باحتمال إثارة غضب أميركي.
واعتبرت يديعوت أحرونوت أن الغارة التي استهدفت مركبة سعد في ساحة النابلسي غربي مدينة غزة كانت “استثنائية” في ظل التفاهمات الأمنية غير المعلنة السائدة بين إسرائيل وواشنطن بخصوص غزة خلال الشهرين الماضيين. وأضافت أن “فرصة نادرة” أُتيحت، بعد رصد تحرّك سعد إلى العلن، دفعت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى التوصية بتنفيذ العملية.
وعقب الإعلان عن الاغتيال، أصدر رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير جيش الاحتلال يسرائيل كاتس بياناً مشتركاً قالا فيه إن العملية جاءت “رداً على تفجير عبوة ناسفة لحماس أدت إلى إصابة قواتنا في المنطقة الصفراء من قطاع غزة”، مضيفين أنهما وجّها باغتيال سعد، الذي وصفاه بأنه “رئيس هيئة بناء القوة في حماس”. وادّعى البيان أن سعد كان يعمل في الفترة الأخيرة على “إعادة تأهيل التنظيم والتخطيط لهجمات جديدة”.
في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر أمنية للاحتلال تأكيدها أن الاغتيال لا يرتبط بحادث خان يونس، مشيرة إلى وجود خلافات داخل القيادة الإسرائيلية حول تنفيذ العملية، على خلفية عدم إعادة حماس حتى الآن جثمان الجندي الأسير القتيل رقيب أول ران غويلي. ولفتت إلى أن تل أبيب تسعى، في موازاة ذلك، إلى إقناع الوسطاء، عبر الضغط الأميركي، بالعمل على استعادة الجثمان، خشية تعثّر المسار التفاوضي.
وأفادت يديعوت أحرونوت بأن سعد صعد في هرم قيادة حماس مع اغتيال عدد من قياداتها، وبات منذ استشهاد محمد السنوار يُعد “الرجل الثاني” في الحركة، قبل أن يُستهدف اليوم بصاروخ صغير أطلقته طائرة مسيّرة تابعة لجيش الاحتلال على مركبته.
وذكّرت الصحيفة بأن سعد كان من الجيل القيادي الذي برز خلال الانتفاضة الأولى، واعتُقل لسنوات في سجون الاحتلال، واكتسب خبرة عسكرية خلال الانتفاضة الثانية، وكان من بين من نظروا إلى انسحاب "إسرائيل" من قطاع غزة قبل نحو عقدين بوصفه “إنجازاً” أتاح لحماس ترسيخ حكمها والتحول من تنظيم مقاومة إلى قوة عسكرية منظّمة.
كما نسبت إليه الصحيفة دوراً مركزياً في إعداد خطة “جدار أريحا”، وهي وثيقة عملياتية شاملة من 39 صفحة، صُنّفت في حماس على أنها “سرية للغاية”، وتعتمد على عنصر المفاجأة وتفعيل معظم قوى الجناح العسكري، وهو ما قالت الصحيفة إنه تجسّد في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول. وأشارت إلى خطاب ألقاه سعد عام 2013، قال فيه إن “حماس تواصل تعزيز قوتها وتستعد للمعركة المقبلة”.
وختمت يديعوت أحرونوت بالإشارة إلى الجدل الذي أثير سابقاً حول ظهور صورة سعد ضمن قائمة نشرها جيش الاحتلال لمعتقلين في مستشفى الشفاء، قبل أن يعترف الجيش لاحقاً بأن الأمر كان “خطأ بشرياً”، نافياً أن يكون جزءاً من عملية خداع أو حرب نفسية.
المصدر:
الحدث