سلطت وسائل إعلام دولية الضوء على التطورات المتلاحقة المتعلقة بالعدوان المستمر على قطاع غزة، مشيرة إلى حراك مكثف تقوده إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدفع بمسار اتفاق وقف إطلاق النار. وبالتوازي مع ذلك، برزت أصوات أوروبية منتقدة لسياسات التصعيد الإسرائيلي، في وقت تشهد فيه الساحة الدولية تجاذبات تعكس صراعاً خفياً على النفوذ بين القوى الغربية.
وفي السياق ذاته، ركزت تقارير عبرية على ما وصفته بنفاد صبر الإدارة الأمريكية تجاه التباطؤ في تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق التهدئة في غزة. ونقلت مصادر دبلوماسية وجود ضغوط مزدوجة تهدف إلى نزع سلاح المقاومة الفلسطينية، مقابل إجبار حكومة الاحتلال على التراجع عن التموضع العسكري عند ما يسمى بحدود "الخط الأصفر".
وأشارت التقارير إلى مساعٍ أمريكية لتمكين هيئة تُعرف بـ "مجلس سلام غزة" من تولي إدارة شؤون القطاع بشكل كامل، مدعومة بنشر قوات دولية لفرض الاستقرار. كما لفتت المصادر إلى نقطة جوهرية تفيد بأن استعادة جثة آخر أسير إسرائيلي لم تعد شرطاً لازماً للانتقال إلى المرحلة التالية من الاتفاق.
وعلى صعيد التبعات الاقتصادية للعدوان، كشفت مصادر إعلامية عبرية أن واشنطن تتجه لتحميل إسرائيل المسؤولية المالية الكاملة عن إزالة الدمار الهائل في غزة، وهي فاتورة تقدر بمليارات الدولارات. وأشارت إلى وجود موافقة إسرائيلية مبدئية على هذا الطرح، تبدأ بمشروع تجريبي لإزالة الركام من أحد الأحياء النموذجية في مدينة رفح جنوبي القطاع.
وأوضحت التقارير أن الموقف العربي والدولي الرافض لتمويل عمليات إزالة الأنقاض الناجمة عن القصف الإسرائيلي، قد يضع حكومة الاحتلال أمام أمر واقع يلزمها بإزالة نفايات القطاع بالكامل على نفقتها الخاصة. وتشير التقديرات الرسمية إلى أن هذه العملية قد تستغرق سنوات طويلة وتكلف الخزينة الإسرائيلية مبالغ تتجاوز المليار دولار.
من جانبها، حذرت الصحافة الفرنسية في افتتاحياتها من خطورة ما وصفته بـ "الإرهاب الصامت" الذي يمارسه المستوطنون وجيش الاحتلال في مدن وقرى الضفة الغربية المحتلة. واعتبرت أن انصباب الاهتمام العالمي على المجازر في غزة قد صرف الأنظار عن تصعيد خطير وممنهج يجري تنفيذه في الضفة بعيداً عن الأضواء.
وبعيداً عن الملف الفلسطيني، تناولت الصحافة الأمريكية قضايا دولية أخرى، حيث كشفت عن عقد اجتماعات سرية أثارت القلق بين مسؤولين أوكرانيين رفيعي المستوى ومكتب التحقيقات الفيدرالي. وتدور الشكوك حول ارتباط هذه اللقاءات بملفات فساد محتملة أو ممارسة ضغوط لفرض تسوية سياسية قاسية لإنهاء الحرب هناك.
وفي الشأن الأوروبي، رأت تحليلات اقتصادية أن الهجمات اللفظية التي يشنها ترامب على حلفاء واشنطن التقليديين تندرج ضمن استراتيجية تهدف إلى تفكيك ركائز "القوة الليبرالية" في القارة العجوز. وأشارت إلى وجود عداء متراكم تغذيه الخلافات حول ملفات التجارة والتكنولوجيا والإنفاق الدفاعي.
ختاماً، أشارت الصحف البريطانية إلى تحولات في المشهد السياسي الداخلي، متمثلة في صعود حزب الإصلاح اليميني بزعامة نايجل فاراج، الذي بات الأكبر من حيث عدد المنتسبين. ويأتي هذا الصعود مستفيداً من التراجع الحاد في شعبية وعضوية الحزبين الرئيسيين، العمال والمحافظين، خلال الأشهر القليلة الماضية.
المصدر:
القدس