في ظل الظروف الجوية القاسية التي تضرب قطاع غزة، رفعت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" صوتها محذرة من خطورة الوضع الصحي الذي يحيط بالأطفال، حيث أكدت المنظمة أن استمرار المنخفض الجوي بالتزامن مع النقص الحاد في المستلزمات الحياتية، وتحديداً الملابس الشتوية والخيام، يخلق بيئة خصبة لانتشار الأوبئة والأمراض، مما يضع حياة الصغار في دائرة الخطر الشديد.
وعلى الصعيد الميداني، وجهت المديرية العامة للدفاع المدني نداءات عاجلة للمواطنين والنازحين الذين اضطروا للعودة إلى منازلهم المتضررة أو المباني التي تعرضت للقصف سابقاً، مطالبة إياهم بضرورة إخلائها فوراً حفاظاً على أرواحهم. وجاءت هذه التحذيرات عقب رصد انهيارات جزئية في عدد من المباني السكنية في أحياء الزيتون وتل الهوى والنصر، والتي تداعت أجزاء منها بفعل غزارة الأمطار وتصدع بنيتها التحتية.
وفي سياق متصل بجهود الإنقاذ، نجحت طواقم الدفاع المدني في محافظة شمال غزة، فجر الجمعة، في التعامل مع حادثة انهيار سقف منزل يعود لعائلة "بدران" في منطقة بئر النعجة. وقد تمكنت الفرق من انتشال طفل وخمسة مواطنين آخرين من تحت الركام، مما حال دون وقوع كارثة محققة في ظل الأجواء العاصفة.
من جانبه، رسم المكتب الإعلامي الحكومي في غزة صورة قاتمة للمشهد الإنساني المتوقع خلال الساعات القادمة، مرجحاً تفاقم المعاناة بشكل كبير خلال الـ 72 ساعة المقبلة. وحمل المكتب الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التباطؤ المتعمد في الاستجابة للكارثة الإنسانية المتدحرجة.
وأشار المسؤولون الحكوميون إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية بحق أبناء الشعب الفلسطيني، مفندين الروايات المضللة التي يتم ترويجها حول إدخال المساعدات. وكشفت البيانات الرسمية أن ما وصل فعلياً إلى القطاع لا يتعدى 10% من حجم شاحنات الإغاثة التي تم الحديث عنها، وذلك في وقت يواجه فيه السكان العراء والبرد القارس في ظل غياب الخيام ووسائل التدفئة.
المصدر:
القدس