آخر الأخبار

غزة: مخيمات النازحين تواجه كارثة إنسانية متجددة مع اشتداد العاصفة

شارك

لم يكن قدوم المنخفض الجوي مفاجئًا، لكن الكارثة التي خلفها كانت متوقعة، فكل فصل شتاء يمر على مخيمات النزوح يحمل معه نفس المشهد المأساوي، خيام غارقة، وأطفال يبحثون عن ملجأ جاف، وعائلات تكافح من أجل البقاء في وجه البرد القارس والأمطار الغزيرة.

مع بداية هطول الأمطار، لم تتردد المياه في اجتياح ما تبقى من حياة قاطني قطاع غزة المحاصر، حيث تسربت إلى الخيام المتداعية، وجرفت الأغطية، وأطفأت مواقد التدفئة التي بالكاد تقاوم برودة الشتاء.

في شوارع تفتقر إلى البنية التحتية الأساسية، وبين مخيمات النزوح التي أصبحت أكثر ضعفًا من أي وقت مضى، وجد آلاف الغزيين أنفسهم في مواجهة مشهد يتكرر كل عام، لكن هذه المرة بمرارة مضاعفة، وكأن الشتاء أتى ليكشف عن عمق الجرح الفلسطيني.

أظهرت الصور ومقاطع الفيديو المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي الانهيار المتكرر للخيام وتطايرها بفعل الرياح القوية، مما أثار موجة غضب وتضامن واسعة، مع مطالبات ملحة بتدخل فوري لتوفير المأوى والدفء للنازحين.

عبر العديد من النشطاء عن استيائهم العميق إزاء تكرار هذا المشهد المأساوي مع كل منخفض جوي، مؤكدين أن غرق الخيام لم يعد مجرد "حادث طارئ"، بل هو دليل قاطع على الفشل المستمر في توفير الحد الأدنى من متطلبات الحياة الأساسية للنازحين.

وصف العديد من المتضررين الوضع بالكارثي والمأساوي، معربين عن خشيتهم من تفاقم الأوضاع مع اشتداد حدة المنخفض الجوي خلال الساعات القادمة.

وفي شهادة مؤثرة، قال أحد النازحين: "إن قضاء ليلة واحدة في الخيمة أشبه بمعاناة لا تنتهي، فالخيمة تتحول إلى ثلاجة في الليل بسبب البرد الشديد، ونحن بحاجة إلى أكثر من غطاء واحد لكي نشعر ببعض الدفء" .

ليلة في الخيمة كانت من أسوأ ليالي الشتاء، فالخيمة تتحول إلى ثلاجة بسبب البرد، ونحتاج أكثر من غطاء واحد لنشعر بالدفء.

تداول نشطاء مقطع فيديو مؤثرًا لأب فلسطيني يحمل طفله الرضيع البالغ من العمر أربعة أشهر في ساعات الفجر الأولى، بعد أن تمكن من إنقاذه من خيمة غمرتها مياه الأمطار، وذلك نتيجة للمنخفض الجوي الذي تسبب في غرق الخيام وتشريد العائلات وسط البرد القارس ونقص حاد في الإمكانيات والمأوى.

وكتب أحد النشطاء معلقًا: "لقد عاش سكان قطاع غزة ليلة عصيبة مع غرق خيام النازحين جراء الأمطار الغزيرة التي هطلت بغزارة". وأضاف آخر: "منخفض جوي جديد يضرب غزة، وهو الأقسى هذا الشتاء، والنازحون يواجهون مصيرهم في خيام هشة لا تقيهم بردًا ولا غرقًا".

وأشار العديد من المغردين إلى أن معاناة النازحين تتجسد في لحظات مأساوية، حيث يحاولون جاهدين إنقاذ ما يمكن إنقاذه من خلال رفع فرشهم وملابس أطفالهم فوق الصناديق البلاستيكية وقطع الخشب، في محاولة يائسة لحمايتها من الغرق.

كما وثقت عدسات الكاميرات صورًا لأمهات يحاولن جاهدات إشعال نار مبللة، بينما يحاول أطفال يرتجفون من البرد الاحتماء بقطع نايلون متطايرة مع الرياح.

حذر المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، من أن "الساعات القادمة ستكون بالغة الخطورة، وقد نشهد تكرارًا للمأساة بغرق النازحين واقتلاع خيامهم بسبب المنخفض الجوي القادم. نحن أمام واقع صعب للغاية، ولا بد من تحرك دولي عاجل لإنقاذ غزة من الغرق".

لا تزال المخيمات في غزة تواجه وضعًا مأساويًا، حيث تتكرر معاناة النازحين في كل فصل شتاء، وسط هشاشة الخيام وافتقارها لأبسط مقومات الحياة.

وبينما تستمر الأمطار الغزيرة والرياح العاتية في تهديد حياة النازحين، فإنهم يبقون عرضة للبرد القارس والغرق، وتتزايد الحاجة الماسة إلى تدخلات عاجلة لتوفير مأوى آمن ومواد تدفئة وأغطية تقيهم من قسوة الظروف الجوية، قبل أن تتحول هذه الأزمة الإنسانية الموسمية إلى كارثة أوسع تهدد حياة الآلاف.

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا