آخر الأخبار

الأسير المحرر عماد القواسمي يروي لـ "القدس" تفاصيل 30 عاماً خلف القضبان

شارك

WhatsApp Video 2025-12-03 at 3.53.38 AM.mp4

في لقاء خاص مع "القدس" يروي الأسير المحرر المبعد عماد صلاح عبد الفتاح القواسمي (52 عاماً) قصة ثلاثين عاماً من النضال خلف القضبان. وينقل رسالة الاسرى الذين يعانون ظلم وعدوان السجان بعد ٧اكتوبر ويصف كيف سقط القناع وظهر الوجه الحقيقي للاحتلال بعد ان تعدى القوانين والمواثيق الدولية وارتكب كافة الانتهاكات المحرمة بحق الاسرى والمعتقلين من ضرب وتجويع وحرمان من كل مقومات الحياة.
س: متى بدأت رحلتك مع سجون الاحتلال؟
عماد: "اعتقلت أول مرة قبل عام ١٩٩٢، وقضيت سبع سنوات في السجون. بعد الإفراج عني، تزوجت عام 1999 ورزقني الله بتوأم، لكن الاحتلال طاردني ثلاث سنوات قبل أن يعتقلني مرة أخرى في 13/10/2004. حكم عليّ بستة عشر مؤبداً بتهمة التنظيم في كتائب عز الدين القسام وقيادة مجموعة في الخليل."
س: أين كانت بداية مشوارك ؟
عماد: "في مسجد الحرس بالخليل، حيث ترعرعت وبدأت رحلتي. كنا مجموعة بقيادة الشيخ عبدالله القواسمي، وباسل القواسمي، وعز مسك، وأحمد بدر، مؤمنين بأن الحرية تستحق كل هذا العناء."
س: كيف كانت حياتك داخل السجن؟
عماد: "في سجن ريمون، حوّلنا الزنازين إلى جامعات. كنت مع رفيقَي الأسر أيمن سدر وعبد الناصر عيسى في غرفة واحدة. لم نجد وقتاً للفراغ، بل انشغلنا بالدراسة. حصلت على البكالوريوس في الاجتماعيات والتاريخ، ثم الماجستير في التجارة. كان التعليم سلاحنا."
س: كيف تغيرت أوضاع السجون بعد 7 أكتوبر؟
عماد: "لا مقارنة بين قبل وبعد ٧اكتوبر. لقد تخلى الاحتلال عن كل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية. السجان الذي كان يتوسل للحديث معنا أصبح يسب ويعتدي. تحولت السجون إلى جحيم حقيقي، وتعرض قادة الحركة الأسيرة للضرب والإهانة، وانتهكت كل الخطوط الحمراء."
س: هل تعرضت للتعذيب قبل الإفراج عنك؟
عماد: "قبل الإفراج بشهرين، نفذوا عملية إنزال مفاجئة خلال نقلنا شاركت فيها ثلاث طائرات. سحبوني من الحافلة وأنا مكبل اليدين، وانهالوا عليّ وعلى رفاقي الأربعة بالضرب في منتصف الشارع العام أمام الكاميرات. كانت مسرحية إعلامية لاستعراض القوة. وبعد ذلك جاء اعتذارهم الساخر: 'أسف باسم دولة إسرائيل' قال لي ضابط المخابرات، فرددت: 'ما قيمة الأسف بعد كل هذا الضرب؟'"
س: كيف علمت بالإفراج عنك؟

عماد: "يوم الجمعة أحضروا الأسماء: أربعة مؤبدات وستة أحكام عالية. يوم السبت كان يوم الحرية. لم أصدق أنني ضمن صفقة التبادل حتى وصلت إلى رفح من الجانب المصري الحدود. هددني ضابط المخابرات قبل ذلك بالقتل وإعادة الاعتقال، فرددت: 'اعمل ما بدا لك، كل الأمر بيد الله'."
س: ما هو شعورك بعد الإفراج؟
عماد: "شعوري ممزوج بين السعادة والحزن. الفضل لله أولاً وأخيراً، ثم لأهل غزة الذين قدموا أرواحهم ثمناً لتحريرنا. لكن يؤلمني أننا تركنا إخواناً لنا في السجون يعانون عذاباً لا يطاق."
س: ما هي خططك المستقبلية؟
عماد: "ناوي أفتح صفحة جديدة وأعوض زوجتي وأولادي عن ثلاثين عاماً من الغياب. أسخر حياتي لهم، وأحمل في قلبي حنيناً للوطن، وأملاً في العودة إلى الخليل ومسجد الحرس."
س: ما هي رسالتك لشعبنا؟
عماد: "أخاطب شعبنا وقيادته: لا تنسوا ولا تغفلوا عن قضية الأسرى. إخواننا في السجون يموتون كل يوم، ولا نملك لهم اليوم إلا الدعاء."..يجب اثارة ما يتعرضون له في المحافل والمحاكم الدولية .
عماد: "أنا على ثقة برب العالمين. المسجد الأقصى لا يغيب عن قلبي، وسنعود إليه لنصلي فيه. كم ستأخذ؟ عامين... خمسة؟ هذه معلم نهاية الاحتلال. سنعود إلى الأقصى نصلي فيه ونتلاقى إن شاء الله."
بهذه الكلمات يختم الأسير المحرر عماد القواسمي حديثه، حاملاً معه قصة إنسان رفض الانكسار، وصنع من الألم مدرسة، ومن القيد محطة للانطلاق نحو الحرية، مؤكداً أن القضبان قد تحبس الجسد، لكنها لا تقوى على قيد روح المؤمن.


مصدر الصورة

Hello Froala!

القدس المصدر: القدس
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا