آخر الأخبار

وثائق تنشر لأول مرة عن فشل الاستخبارات الإسرائيلية في التنبؤ بنوايا حماس

شارك

ترجمة الحدث

قالت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبرية إنه بعد أكثر من عامين بعد أحداث السابع من أكتوبر، ما تزال تفاصيل الإخفاق الاستخباري تتكشف وتثير صدمة داخل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية. وتؤكد الصحيفة أنه لا يكاد يوجد معنى للتوسع في الحديث عن حالة “العمى” التي أصابت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية قبل الهجوم، لكن سلسلة من الوثائق الداخلية – التي تكشف للمرة الأولى – تجسد حجم التعامي الذي كان يلف أكبر جهاز استخباري في دولة الاحتلال رغم ميزانياته الضخمة.

ففي نوفمبر/تشرين الثاني 2022، أي أقل من عام على الهجوم، قدمت شعبة الاستخبارات العسكرية تقديراً رسمياً يفترض أن أي عملية من جانب حركة حماس انطلاقاً من قطاع غزة لن تتجاوز مشاركة “سبعين مقاتلاً على الأكثر”. ووفق الصحيفة، كان هذا التقدير يعكس قناعة ثابتة لدى أجهزة الاحتلال بأن قدرة الحركة على شن عملية واسعة “محدودة وغير مرجحة”، وهي قناعة تحولت لاحقاً إلى أحد أبرز عناصر الفشل.

وفي 20 سبتمبر/أيلول 2023، أي قبل أقل من ثلاثة أسابيع من الهجوم، أصدرت شعبة الأبحاث التابعة للاستخبارات العسكرية بالتعاون مع استخبارات قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال وثيقة جديدة تحت عنوان “في أي ظروف قد تتخلى حماس عن استراتيجية الحفاظ على الهدوء في القطاع وتتجه إلى زيادة الاحتكاك مع إسرائيل”. وتلفت الصحيفة إلى أن الوثيقة، رغم حجمها، لم تتضمن بين سيناريوهاتها الخمس أي احتمال لشن هجوم مباغت أو عملية اقتحام واسعة للحدود، وهو ما يعكس – بحسب التقدير المنشور – غياباً تاماً للخيال الاستخباري وقدرة المؤسسة على تقدير نوايا الحركة في لحظة تحول إستراتيجي.

وتشير “إسرائيل اليوم” إلى أنه حتى في السادس من أكتوبر/تشرين الأول، أي قبل يوم واحد من الهجوم، وزعت الاستخبارات العسكرية مع قيادة المنطقة الجنوبية في جيش الاحتلال ما يسمى “نبض الذراع”، وهو تقييم يومي تقدمه الأجهزة حول مستوى الخطر من قطاع غزة. وفي ذلك اليوم بالتحديد، وُصف “نبض” القطاع بأنه “طبيعي وسليم”، في دلالة قاطعة – كما تقول الصحيفة – على أن أجهزة الاحتلال لم تكن تضع يدها على أي مؤشر يوحي بقرب عملية واسعة.

وتنقل الصحيفة عن تسجيلات مسربة منسوبة لرئيس أركان جيش الاحتلال السابق، هرتسي هليفي، قوله إن الإخفاق العميق الذي مُنيت به الاستخبارات العسكرية يستدعي “تغييراً جذرياً” في عقيدتها التشغيلية وفي بنيتها التنظيمية. وبحسب التسجيلات التي بثتها قناة “12” العبرية، أوضح هليفي أنه عندما بحث عن شخصية قادرة على قيادة عملية الإصلاح داخل الاستخبارات، اختار الجنرال تسليومي بيندر، وقال حرفياً: “لدي أزمة كبيرة مع شعبة الاستخبارات. الجهاز فشل وانهار، ويجب أن أرفعه من جديد. لذلك اخترت الشخص الأكفأ الذي يمكن أن يتولى المهمة”.

وتضيف الصحيفة أن الوثائق التي أخفقت في رصد استعدادات حماس في وقتها الحقيقي، وما كُشف لاحقاً من عيوب بنيوية في آليات جمع المعلومات وربطها مع الواقع الميداني، دفعت رئيس الاستخبارات الحالي، اللواء بيندر، إلى اتخاذ سلسلة من الخطوات الواسعة لتعزيز الربط بين الأجهزة الاستخبارية وقيادات الميدان، ولتحسين آليات جمع المعلومات عبر مختلف الجبهات.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا