آخر الأخبار

واشنطن بوست: مغادرة جماعية متصاعدة في صفوف المستوطنين

شارك

الحدث الإسرائيلي

أفادت صحيفة واشنطن بوست بأن عشرات الآلاف من المستوطنين غادروا فلسطين المحتلة خلال العامين الماضيين، مع ارتفاع كبير في أعداد المغادرين خلال صيف 2023، وسط احتجاجات واسعة ضد سياسات حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحتى قبل السابع من أكتوبر.

وبحسب مكتب الإحصاءات المركزي التابع للاحتلال، انتقل أكثر من 80 ألف مستوطن إلى الخارج عام 2024، مع توقعات باستمرار أعداد مماثلة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن غالبية المغادرين الجدد متعلمين، ذوي دخول مرتفعة، علمانيين، يميلون لليسار، وناقدين بشدة لمسار الحكومة. كما ينتمي كثيرون منهم إلى قطاع التكنولوجيا المتقدمة، إضافة إلى المهنيين والطلاب والأزواج الشباب والأسر الصغيرة، وهو ما قد يحمل انعكاسات اقتصادية واجتماعية وسياسية هائلة على الاحتلال لعقود قادمة.

وقال إيتاي آتر، أستاذ الاقتصاد بجامعة تل أبيب، إن هذه المغادرة تمثل نوعا خاصا من "هجرة العقول" نظرا لبنية المجتمع، مشيرا إلى أن العاملين في قطاع التكنولوجيا الذين يشكلون 11% فقط من قوة العمل لكنهم يدفعون ثلث الضرائب يمثلون نسبة بارزة من بين المغادرين.

أما دافنا باتيشي-بريلوك، مؤسسة وكالة Settled.In لمساعدة المستوطنين على الانتقال للخارج، فأكدت للصحيفة أن الطلب على خدماتها شهد زيادة غير مسبوقة بعد حرب غزة .

وأوضحت أن كثيرين يبحثون عن "فسحة" بعيدا عن الحروب والصراعات السياسية، مضيفة: "يقولون: سنأخذ استراحة، نرى نتائج الانتخابات، ونتخذ القرار بعد عامين… وفي هذه الأثناء، أموالهم تتيح لهم التعليم الجيد والهدوء والنظام والحياة في مدن منظمة بالخارج".

ووفق واشنطن بوست، فإن السياقات بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023 تركت أثرا مباشرا على المستوطنين، حيث امتدت تداعيات العملية إلى الحياة اليومية، مع مخاوف جديدة تتعلق بتربية الأطفال وتعرضهم لمحتوى العنف، ما أدى إلى شعور عميق بعدم الأمان.

وقالت ديكل شاليف من مستوطنة "بئيري" قرب غزة إنها أدركت فورا أن البقاء في إسرائيل "ليس خيارا" بعد الهجوم الذي دمر مجتمعها، وقتل أكثر من 100 من جيرانها وأُسر 32 آخرون. وانتقلت شاليف مع عائلتها إلى كولورادو لإعادة بناء حياتهم، مضيفة:
"على الأقل هناك مساحة، وهدوء، وأستطيع النظر إلى أطفالي وأعلم أنهم بأمان".

كما غادرت ميخال بارأور، الفنانة والمعلمة، "تل أبيب" إلى هامبورغ مع ابنها البالغ 3 أعوام بسبب الحرب، وقالت للصحيفة: "أهم شيء بالنسبة لي هو تربية طفلي في مكان أشعر فيه بالانتماء، لكنني لا أشعر بالانتماء في أي مكان… أشعر دائما بأن إحساسي بالانتماء يتراجع".

ويُظهر تقرير واشنطن بوست أن هذه التحركات الجماعية تمثل موجة انتقال جديدة ذات تأثيرات طويلة الأمد على "المجتمع الإسرائيلي" اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، في ظل شعور متزايد بعدم اليقين والخوف داخل البلاد.

الحدث المصدر: الحدث
شارك


حمل تطبيق آخر خبر

إقرأ أيضا