نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية سجلاً كاملاً لمواعيد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال عام 2024، كاشفة شبكة تحركات واتصالات دبلوماسية بقيت سرية، كان أبرزها مكالمة غير معلنة مع الرئيس الإماراتي محمد بن زايد في 29 تشرين أول/ أكتوبر من العام الماضي، خلال ذروة الحرب على غزة.
الوثائق تفيد بأن المكالمة لم يُكشف عنها في أي قناة رسمية، وتزامنت مع تصاعد الاتهامات الدولية لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، ومع تحركات داخل المحكمة الجنائية الدولية تمهيداً لإصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ومسؤولين كبار.
وتقول الصحيفة إن هذه المعطيات تفتح باب التساؤلات حول الدور المحتمل للإمارات في حماية نتنياهو دبلوماسياً أو في إدارة ملف “اليوم التالي” من خلف الستار.
السجل يكشف أيضاً اتصالات مكثفة بين نتنياهو وشخصيات نافذة في واشنطن، أبرزهم السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام الذي التقاه نتنياهو سبع مرات وتحدث معه هاتفياً تسع مرات خلال العام الماضي، في فترات كانت تشهد ضغوطاً لمنع تجميد المساعدات العسكرية الإسرائيلية أو إبطاء شحنات السلاح الأمريكي.
كما تظهر الوثائق تنسيقاً واسعاً مع رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الذي لعب دوراً محورياً في ترتيب خطاب نتنياهو في الكونغرس وتمرير حزم الدعم العسكري.
وإلى جانب ذلك، تعكس المواعيد لقاءات متكررة مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير حول خطة “اليوم التالي لغزة”، بما يشمل بحث إنشاء “مجلس السلام الدولي” بدعم من الرئيس دونالد ترامب.
وتشير هآرتس أيضاً إلى 12 اجتماعاً بين نتنياهو وزعيم حزب شاس أرييه درعي، رغم عدم توليه أي منصب حكومي، ما يجعله – وفق الصحيفة – “شريكاً فعلياً في إدارة الحرب” من وراء الكواليس.
وتخلص الوثائق إلى أن الحرب على غزة لم تُدار فقط من الميدان، بل من شبكة مصالح واتصالات دولية لعبت فيها التحالفات الإقليمية – ومنها المكالمة مع محمد بن زايد – دوراً غير معلن في تأمين الغطاء السياسي لنتنياهو خلال أكثر مراحل الحرب حساسية.
المصدر:
القدس