نزحت عشرات العائلات الفلسطينية، اليوم الجمعة، من حييّ التفاح والشجاعية شرقي مدينة غزة، بفعل توغل وتمدد الجيش الإسرائيلي داخل المناطق التي انسحب منها وفق اتفاق وقف إطلاق النار، في حين نددت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بالانتهاكات الإسرائيلية، وسط إعلان إسرائيلي بالقيام بعمليات عسكرية برفح جنوبا.
وقال شهود عيان، إن قوات إسرائيلية تقدمت الأربعاء، بنحو 300 متر داخل الحيين، في حين تواصل عمليات تفجير عربات مفخخة وقصفا مدفعيا، مما دفع الفلسطينيين إلى مغادرة خيام النزوح والمنازل المتضررة في حركة متواصلة منذ ثلاثة أيام.
وتتحرك العائلات الفلسطينية في الأزقة الضيقة تحت وقع القصف وأصوات الدبابات، يحملون ما تيسّر من أمتعة فوق عربات صغيرة أو على الأكتاف، في وقت يسير الأطفال بخطى متسارعة خلف ذويهم في حالة من الذعر.
وفق المتحدث باسم بلدية غزة حسني مهنا، فإن عشرات العائلات نزحت من حييّ التفاح والشجاعية بعد توغل الآليات والمدرعات الإسرائيلية نحو 300 متر داخل المنطقتين، وتوسيع ما يُعرف بـالمنطقة الصفراء عبر دفع المكعبات الإسمنتية، باتجاه الغرب.
وأضاف أن ما يجري في أحياء التفاح والشجاعية ليس مجرد نزوح عابر، بل يمثل عملية تضييق ممنهجة للمدنيين قسريا، من خلال توسيع المنطقة العسكرية التي تُعرف بالخط الأصفر، ما يزيد من معاناة العائلات التي ظنت أنها في منطقة آمنة.
من جهته، قال مراسل، إن جيش الاحتلال نفذ أيضا عمليات نسف واسعة لمنازل في المنطقة الخاضعة لسيطرته وسط قطاع غزة شمال شرقي مخيم البريج.
كما أفاد بسماع دوي انفجار وتصاعد كثيف للدخان إثر عملية النسف التي تزامنت مع قصف مدفعي وإطلاق نار مكثف من الدبابات والمروحيات الإسرائيلية شرقي مدينتي خان يونس ورفح جنوبي القطاع.
كما قال الجيش الإسرائيلي، إن قواته تواصل العمل على تدمير الأنفاق والبنى تحت الأرض المتبقية في منطقة رفح جنوب قطاع غزة وتقضي على المسلحين داخلها، وفق وصفه.
وأضاف الجيش الإسرائيلي أن 15 مسلحا خرجوا اليوم من أنفاق داخل الخط الأصفر شرقي رفح، وأن سلاح الجو قضى على 6 مقاتلين منهم، كما اعتقل 5، وفق تصريحه.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية قد ذكرت أن الأجهزة الأمنية تقدر أن 80 مسلحا فقط بقوا عالقين في أنفاق رفح بعد أن قتل الجيش عددا منهم.
وقالت القناة الثانية عشرة الإسرائيلية، إن أصوات انفجارات قوية تسمع في غلاف غزة ناتجة عن تدمير الجيش منشآت في شمال القطاع، وأضافت أن الجيش يستخدم كميات كبيرة من المتفجرات في عملياته شمالي قطاع غزة.
من جهتها، قالت حركة حماس، الجمعة، إن إسرائيل تكثف من عمليات نسف وتدمير المباني السكنية في المناطق التي تخضع لسيطرتها بموجب اتفاق وقف إطلاق النار شرق قطاع غزة، في عملية إبادة ممنهجة لما تبقى من مظاهر العمران.
جاء ذلك في بيان لمتحدث الحركة حازم قاسم، تعقيبا على عمليات نسف واسعة نفذها الجيش الإسرائيلي منذ فجر الجمعة، في سياسة متواصلة رغم الاتفاق.
ووصف قاسم سياسة نسف المباني السكنية بالإجرامية، مؤكدا أنها تشكل خرقا فاضحا لاتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وطالب الوسطاء الضامنين للاتفاق بحراك حقيقي لوقف هذه التجاوزات الخطرة لاتفاق شرم الشيخ بشأن قطاع غزة.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي، خلال الأيام القليلة الماضية، عمليات تفجير لعربات مفخخة في المناطق الشرقية من حييّ التفاح والشجاعية، ما أدى إلى تدمير مساحات واسعة لا يزال يحتلها شرق الخط الأصفر، وتحويل المناطق المحاذية إلى مناطق شديدة الخطورة.
ولا تزال إسرائيل تحتل أكثر من 50% من مساحة قطاع غزة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، حيث يفصل ما يُعرف بالخط الأصفر بين مناطق انتشار الجيش والمناطق التي يقطنها الفلسطينيون.
ومنذ دخول وقف إطلاق النار في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تعيش العائلات التي عادت إلى منازلها المدمرة حالة من عدم الاستقرار والخوف، بفعل استمرار القصف المدفعي وإطلاق النار من الآليات العسكرية الإسرائيلية في المناطق الشرقية للمدينة.
المصدر:
القدس