بقدر ما يفرح الناس بهطول الأمطار بعد طول انحسار، ويبتهج الفلاحون بموسمٍ مطير، يبعث الحياة في الأرض اليباب، فإنّ الأمطار، التي أغرقت الخيام المنصوبة فوق تلال الركام وحولها في القطاع المنكوب، تُشكّل نقيضًا للفرح، وتعميقًا للألم الذي لم يغادر قلوبهم من أثر الإبادة، التي أهلكت الحرث والنسل، وأفقدتهم المالَ والبنين، وشقاءَ السنين.
على أبواب القطاع، تتكدس آلاف الشاحنات التابعة لـ"الأونروا"، مُحمّلةً بالخيام والأغطية وملابس الشتاء، التي من شأنها أن تُغيث نحو مليون ونصف المليون من النازحين، وهي بانتظار الموافقة الإسرائيلية على الدخول، في الوقت الذي لم تلتزم فيه تل أبيب بما تم التوقيع عليه في اتفاق وقف إطلاق النار.
تركُ النازحين في الخيام يكابدون آلامهم وسط الفيضانات وصفةٌ للتهجير، في ضوء ما أُعلن أول من أمس عن وصول العشرات من أهالي القطاع إلى دولة جنوب إفريقيا بلا أوراقٍ ثبوتية، ما يؤكد أنّ خطط التهجير لم تغادر سياسات من يرسمون المآلات ويُحددون المصادر، ويُعدون الخطط لتقسيم القطاع إلى قسمين، قسمٍ للإعمار، وآخر يبقى تحت الركام، فيما يواصل ترمب النفخ في رماد الحرب، في حال فشل مجلس الأمن غدًا في تمرير خطته الملتبسة.
المصدر:
القدس