قال مدير العلاقات العامة والإعلام في شركة توزيع الكهرباء بمحافظات غزة، محمد ثابت، إن قطاع الكهرباء في غزة تعرض لخسائر فادحة تقدر بنحو 728 مليون دولار، نتيجة عدوان الاحتلال الذي استمر لعامين وألحق دمارا واسعا بالبنية التحتية.

وأوضح ثابت، في حديث خاص لوكالة الصحافة الفلسطينية "صفا"، يوم السبت، أن أكثر من 80% من شبكات توزيع الكهرباء في القطاع دمرت بشكل كامل، إلى جانب تدمير غالبية مركبات وآليات الشركة متعددة المهام، وتضرر ما يزيد على 90% من المستودعات والمخازن، بما فيها من مواد صيانة، إضافة إلى تدمير 70% من مباني ومرافق الشركة.

وأشار إلى أن هذا الرقم يشمل فقط قطاع التوزيع، دون احتساب الخسائر الكبيرة التي لحقت بقطاعي النقل والتوليد، مضيفا أن الأرقام تبقى أولية في ظل تعذر الوصول إلى عدد من المناطق التي ما تزال تصنف ضمن "المناطق الحمراء"، والتي لم تتمكن طواقم الشركة من دخولها حتى الآن.

وبين ثابت أن قطاع غزة حرم خلال العدوان من أكثر من ملياري كيلوواط/ساعة من الكهرباء، وهو ما فاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان. كما أفاد باستشهاد 60 من كوادر وعمال الشركة، وإصابة أكثر من 100 من الفنيين والمهندسين أثناء تأدية عملهم.

وأكد أن شركة الكهرباء، ورغم العدوان، واصلت دعم الجهود الوطنية والإنسانية، وعملت على تأمين الكهرباء لمراكز الإيواء وتشغيل آبار المياه والمولدات، وتوفير الوقود بالتعاون مع منظمات دولية ومحلية.

وكشف ثابت أن طواقم الشركة نجحت، بعد أربعة أشهر من العمل المتواصل، في إصلاح خط كهرباء "كوسوفيم" الذي يغذي محطة تحلية المياه غرب مدينة دير البلح، ويبلغ طوله 8 كيلومترات. وأتاح ذلك للمحطة إنتاج نحو 20 ألف متر مكعب من المياه النقية يوميا، ما ساهم في تلبية جزء من احتياجات النازحين.

وفيما يخص جهود التعافي، أوضح أن الشركة وضعت خطة تمتد على ثلاث مراحل تبدأ بإعادة تأهيل الشبكات الحيوية وتوفير الكهرباء للمراكز الإنسانية خلال شهرين، تليها مرحلة ثانية مدتها ستة أشهر، ثم مرحلة ثالثة لإعادة البناء الكامل خلال ثلاث سنوات.

وأضاف أن الشركة بحاجة عاجلة إلى معدات وموارد أساسية مثل المولدات الكهربائية المتنقلة، وأعمدة شبكات التوزيع، وكابلات الضغط المنخفض والمتوسط، ومركبات هندسية، وبعض المعدات الثقيلة اللازمة لبدء عمليات الإصلاح.

وأوضح أن جزءا من هذه الاحتياجات متوفر بالفعل في مخازن الشركة وسلطة الطاقة في الضفة الغربية، لكنه يحتاج إلى تسهيلات فورية لإدخاله إلى القطاع. وأكد جاهزية الشركة لبدء عمليات الصيانة وإعادة التيار الكهربائي تدريجيا بمجرد توفر الإمكانات.

ودعا ثابت في ختام حديثه المجتمع الدولي والمؤسسات المانحة إلى تقديم دعم عاجل لتلبية احتياجات قطاع الكهرباء، وتمكينه من لعب دوره في دعم صمود السكان وتسريع جهود إعادة الإعمار.