كشفت صحيفة نيويورك تايمز، نقلا عن مسؤولين أمريكيين، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فرضت تعليقا شاملا على إصدار تأشيرات الزيارة لمعظم حاملي جوازات السفر الفلسطينية، في خطوة تُضاف إلى سلسلة من الإجراءات التقييدية التي تستهدف الفلسطينيين.

ووفقا لتقرير الصحيفة، تشمل الإجراءات الجديدة رفض طلبات التأشيرة لأغراض العلاج الطبي، والدراسة الجامعية، وزيارات الأقارب، والسفر التجاري، وذلك بشكل مؤقت على الأقل. ويشمل هذا القرار الفلسطينيين في الضفة الغربية وفلسطينيي الشتات، ولا يطبق على حاملي الجنسيات المزدوجة أو من لديهم تأشيرات سارية.

وأشارت الصحيفة إلى أن هذه السياسة جاءت ضمن برقية صادرة في 18 آب الجاري من وزارة الخارجية الأمريكية إلى جميع السفارات والقنصليات، حيث تم توجيه القنصليين لرفض جميع طلبات تأشيرات غير الهجرة المقدمة بجوازات سفر فلسطينية، بموجب المادة 221-G من قانون الهجرة والجنسية الأمريكي.

وتُعد هذه الخطوة تصعيدا جديدا بعد قرارات سابقة شملت وقف تأشيرات فلسطينيي غزة، ورفض منح تأشيرات لمسؤولين فلسطينيين لحضور الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.

ورغم عدم وضوح الدافع المباشر وراء هذه القيود، توقعت الصحيفة أن يكون القرار مرتبطا بإعلانات عدد من حلفاء الولايات المتحدة، مثل فرنسا وكندا وبريطانيا، عن نيتهم الاعتراف بدولة فلسطينية، وهو ما تعارضه الإدارة الأمريكية بشدة، إلى جانب كيان الاحتلال.

كما أكدت الصحيفة أن القيود الجديدة تنطبق فقط على حاملي جوازات السفر الصادرة عن السلطة الفلسطينية أو منظمة التحرير الفلسطينية، والتي بدأ إصدارها بعد اتفاقيات أوسلو في التسعينيات.

وتعليقا على هذه الخطوة، قالت هالة رحرِت، المتحدثة السابقة باسم الخارجية الأمريكية باللغة العربية، والتي استقالت في نيسان 2024 احتجاجا على السياسات الأمريكية تجاه غزة: "إنه رفض مفتوح وغير مبرر لتأشيرات الفلسطينيين".

من جهتها، وصفت كيري دويل، المسؤولة القانونية السابقة في إدارة بايدن، القرار بأنه مقلق وغير شفاف، متسائلة عما إذا كان هذا الحظر ناجما عن "اعتبارات أمنية حقيقية" أو "دوافع سياسية مرتبطة بدعم الاحتلال".

ويعيش في الولايات المتحدة آلاف الفلسطينيين، خاصة في مدن مثل شيكاغو وباترسون (نيوجيرسي) وأناهايم (كاليفورنيا)، ولديهم روابط عائلية وثيقة داخل الأراضي الفلسطينية، مما يجعل القيود الحالية تؤثر على حياة اجتماعية وأكاديمية وإنسانية واسعة.

وقد عبّر لافي عديب، رئيس بلدية بلدة ترمسعيا شمال رام الله، عن استيائه من القرار، قائلا: "يبدو أن الفلسطينيين يُعاملون دائمًا بشكل غير عادل".

يُذكر أن أكثر من 9,000 فلسطيني دخلوا الولايات المتحدة خلال السنة المالية 2024 باستخدام تأشيرات زيارة، بحسب معهد سياسة الهجرة الأمريكي.